للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: إيراد الفعل على صيغة جمع المذكر في قوله: {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} للحمل على معنى أمة مع التغليب، ولرعاية الفواصل، ولذلك حذف الجار والمجرور، وفيه الإتيان بصيغة الاستفعال للإشعار بعجزهم عن ذلك، مع طلبهم له.

ومنها: حكاية الحال الماضية في قوله: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ}.

ومنها: الحصر في قوله: {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} لأن (١) كلمة إنما تفيد الحصر في المذكور آخرًا، فيكون الحصر في الأبصار لا في التسكير، فكأنهم قالوا: سكرت أبصارنا لا عقولنا، كما في "الجمل".

ومنها: الدلالة على التكثير والمبالغة في: {سُكِّرَتْ} على قراءة التشديد، وهي قراءة الجمهور.

ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {إلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} شبه اختطافهم الكلام المسموع بسرعة بأخذ المال خفية، فاستعار له الاستراق بمعنى الاختطاف، فاشتق منه استرق بمعنى اختطف، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.

ومنها: الاستعارة في قوله: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ} لأن الشهاب حقيقة في شعلة نار ساطعة، فاستعاره للكوكب.

ومنها: المجاز في قوله {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} لأنه بمعنى معلوم المقدار، فيكون (٢) إطلاق الوزن عليه مجازًا؛ لأن الناس لا يعرفون مقادير الأشياء إلا بالوزن كما في "الخازن".

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} (٣) شبَّه الجبال الرواسي - استحقارًا لها، واستقلالًا لعددها، وإن كانت خلقًا عظيمًا - بحصيات قبضهن قابض بيده فنبذهن، وما هو إلا تصوير لعظمته، وتمثيل لقدرته، وأن كل فعل عظيم يتحير فيه الأذهان، فهو هين عليه.

ومنها: الاستعارة التخييلية في قوله: {إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} (٤) شبهت


(١) الفتوحات.
(٢) الفتوحات.
(٣) روح البيان.
(٤) روح البيان.