للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسوقة لتعليل ما قبلها.

وفي "الشهاب": في هذه اللفظة أعني {لَا جَرَمَ} خلاف بين النحاة، فذهب الخليل وسيبويه والجمهور إلى أن {جرم} اسم مركب مع {لا} تركيب خمسة عشر، وبعد التركيب صار معناها معنى فعلٍ، وهو حق، وما بعدها مرتفع بالفاعلية بمجموع لا جرم لتأويله بالفعل، أو بمصدر قائم مقامه، وهو حقًّا على ما ذكره أبو البقاء، وقيل: هو مركب أيضًا - كلا رجل - وما بعدها خبر، ومعناها لا محالة ولا بد، وقيل: إنه على تقدير جارٍّ؛ أي: من أن الله إلخ انتهى.

وقيل: إن لا نافية لكلام مقدر تكلم به الكفرة، وجرم بمعنى حق ووجب اهـ: "زاده"، وقد تقدم لها مزيد بسط في سورة هود فراجعه.

التصريف ومفردات اللغة

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}؛ أي: قرب ودنا، ويقال في مجرى العادة لما يجب وقوعه: قد أتى وقد وقع، فيقال لمن طلب مساعدة حان مجيؤها: جاءك الغوث، و {أَمْرُ اللَّهِ}: عذابه للكافرين أو يوم القيامة.

{فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} الاستعجال طلب الشيء قبل وقته، كما في "الخازن"، وهو من استفعل السداسي.

{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ}: الوحي، وهو قائم في الدين مقام الروح من الجسد، فهو محيي القلوب التي أماتها الجهل.

{أَنْ أَنْذِرُوا} والإنذار (١) الإعلام، خلا إنه مختص بإعلام المحذور، من نذر بالشيء من باب فرح إذا علمه فحذره، وأنذره بالأمر إنذارًا إذا أعلمه وحذره وخوفه في إبلاغه، كذا في "القاموس"؛ أي: أعلموا الناس أيها الأنبياء.

{فَاتَّقُونِ}؛ أي: خافوا عقابي، لمخالفة أمري وعبادة غيري.

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ}؛ أي: غير آدم، {مِنْ نُطْفَةٍ} والنطفة القطرة من الماء،


(١) روح البيان.