للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي في قوله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} إشعارًا بتحقق وقوعه.

ومنها: الالتفات من الخطاب في قوله: {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} إلى الغيبة في قوله: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} تحقيرًا لشأنهم وحطًّا لدرجتهم عن رتبة الخطاب.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {بِالرُّوحِ} حيث شبه الوحي بمعنى الموحى به الذي من جملة التوحيد بالروح، بجامع أن الروح به إحياء الجسد، والوحي به إحياء القلوب من الجهالات، فاستعير له لفظ الروح على طريقة الاستعارة التصريحية.

ومنها: الالتفات من الغيبة في قوله: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} إلى الخطاب في قوله: {فَاتَّقُونِ} مخاطبةً لهم بما هو المقصود، وإيماء إلى أن التقوى هي المقصود من الإنذار.

ومنها: التعبير بآخر الأمر عن أوله في قوله: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} ويسمى مجاز الأول كقوله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}.

ومنها: الالتفات من الغيبة في قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} إلى الخطاب في قوله: {خَلَقَهَا لَكُمْ} فيقضي أن المخاطب مطلق بني آدم، المندرجين تحت الإنسان تأمل.

ومنها: عطف العام على الخاص في قوله: {وَمَنَافِعُ}.

ومنها: القصر في قوله: {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} فيكون القصر فيه إضافيًّا إلى سائر الحيوانات، حتى لا ينتقض بمثل الخبز ونحوه من المأكولات المعتادة.

ومنها: الطباق بين: {تُرِيحُونَ} {تَسْرَحُونَ}.

ومنها: صفة المبالغة في قوله: {خَصِيمٌ مُبِينٌ}.