للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أنها نزلت في ستةٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلال وعمار وصهيب وخباب بن الأرت وعابس وجبير موليان لقريش، أخذهم أهل مكة فجعلوا يعذبونهم ليردوهم عن الإِسلام، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أنها نزلت في أبي جندل بن سهيل بن عمرو، قاله داود بن أبي هند.

والثالث: أنهم جميع المهاجرين أو أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قاله قتادة.

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا ...} الآية، قال (١) المفسرون في سبب نزول هذه الآية هذه لما أنكر مشركو قريش نبوة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا فهلا بعث إلينا ملكًا .. نزلت هذه الآية.

قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ...} الآية، سبب نزولها (٢): أنَّ رجلًا من المسلمين دعا الله في صلاته ودعا الرحمن، فقال رجل من المشركين: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربًّا واحدًا، فما بال هذا يدعو ربين اثنين، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.

التفسير وأوجه القراءة

٤١ - {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا}؛ أي: فارقوا أهاليهم وديارهم وأوطانهم، من مكة إلى الحبشة أو إلى المدينة {فِي اللَّهِ}؛ أي: في شأن الله ورضاه وفي حقه والتمكين من طاعته، وقيل: {فِي} بمعنى اللام مع حذف مضاف؛ أي: لإظهار دين الله ونصرته {مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} وعذِّبوا وأُهينوا في مكة {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}؛ أي: لننزلنهم {فِي الدُّنْيَا} تبوئةً {حَسَنَةً}؛ أي: تنزيلًا طيبًا في أرض طيبة كريمة، فهو صفة لمصدر محذوف، أو مبأة حسنه ومنزلًا طيبًا، وهي المدينة المنورة حيث آواهم أهلها ونصروهم، يقال (٣) بوَّاه منزلًا أنزله، والمباءة المنزل، فهي منصوبة على الظرفية، أو على أنها مفعول ثان من كان لنبوئنهم بمعنى لنعطينهم، وهم (٤)


(١) زاد المسير.
(٢) زاد المسير.
(٣) روح البيان.
(٤) المراح.