للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{إِلَى حِينٍ}؛ أي: إلى مدة من الزمان، فإنها لصلابتها تبقى مدةً مديدةً، أو إلى انقضاء آجالكم، {ظِلَالًا} جمع ظل، وهو ما يستظل به؛ أي: أشياء تستظلون بها من الحر، كالغمام والشجر والجبل وغيرها، {أَكْنَانًا}، جمع كن، وهو ما يستكن به؛ أي: مواضع تستكنون فيها من الكهوف والغِيران والسُّروب في الجبل، وفي "المختار": الكن: السترة، والجمع أكنان، قال تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} والأكنة الأغطية، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} الواحد كنان، وقال الكسائي: كن الشيء ستره وبابه ردَّ اهـ، وفي "القاموس": الكِن بالكسر وقاء كل شيء وستره، كالكنة والكنان بكسرهما، والكن البيت جمعه كنان وأكنة، وكنه كنا وكنونًا، وأكنه وكننه واكتنه ستره، واستكن: استتر كاكتن، والكنة جناح يخرج من حائط، أو سقيفة فوق باب الدار، أو ظلة هنالك أو مخدع اهـ.

{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} جمع سربال، وهو القميص من القطن والكتَّان والصوف وغيرها، {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} وسرابيل الحرب الجواشن والدروع، والبأس الشدة في الحرب والقتل والجراحة كما في "التبيان" ويراد به هنا الحرب.

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} فعل ماض من باب تفعل، أو مضارع حذفت منه إحدى التاءين، وفي صيغة التفعل إشارةٌ إلى أن الفطرة الأولى داعية إلى الإقبال على الله، والإعراض لا يكون إلا بنوع تكلفٍ ومعالجةٍ، ذكره في "روح البيان".

{إلَّا الْبَلَاغُ} البلاغ اسم مصدر لبلغ بمعنى التبليغ، الذي هو مصدر بلغ المضعف، {مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ} الأمة الجيل من الناس، وشهيد كل أمة نبيها، {ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}؛ أي: إنهم يستأذنون فلا يؤذن لهم، {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} يقال استعتبه وأعتبه إذا رضي عنه، واستعتبت فلانًا يعني أعتبته؛ أي: أزلت عتباه، واستفعل بمعنى أفعل غير مستنكر، قالوا: استدنيت فلانًا وأدنيته بمعنى واحد، وقيل: السين على بابها من الطلب بمعنى لا يطلبون عتباهم؛ أي: رجوعهم إلى الدنيا، وفي "المختار": عتب عليه وجد - وبابه ضرب ونصر -