للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومعتبًا أيضًا بفتح التاء، والتعتب كالعتب، والاسم المعتبة بفتح التاء وكسرها، قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال، ومذاكرة الموجدة، وعاتبه معاتبة وعتابًا، وأعتبه سره بعد ما ساءه، والاسم منه العتبى، ويقال استعتبه فأعتبه؛ أي: استرضاه فأرضاه انتهى.

{وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}؛ أي: يمهلون ويؤخرون {شُرَكَاءَهُمْ} والشركاء الأصنام والأوثان والشياطين والملائكة، {نَدْعُو} نعبد، {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} أصله فألقيوا، لأنه من ألقى تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا فالتقى ساكنان الألف والواو ثم حذفت الألف فصار فألقوا، و {السَّلَمَ} الاستسلام والانقياد، {وَضَلَّ} ضاع وبطل، والمراد بهؤلاء أمته الحاضر منهم عصر التنزيل، ومن بعدهم إلى يوم القيامة.

{تِبْيَانًا}؛ أي: بيانًا لأمور الدين إمَّا نصًّا فيها، أو ببيان الرسول واستنباط العلماء المجتهدين في كل عصر، وهو مصدر بين بيانًا وتبيينًا وتبيانًا، زيدت التاء للمبالغة، ولم يجيء من المصدر على هذه الزنة إلَّا لفظان هذا والتلقاء، وفي الأسماء كثير نحو التمساح والتمثال.

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} و {العدل} لغة المساواة في كل شيء بلا زيادة ولا نقصان فيه، والمراد به هنا المكافأة في الخير والشر، {وَالْإِحْسَانِ} مقابلة الخير بأكثر منه، والشر بالعفو عنه، {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}؛ أي: إعطاء الأقارب حقهم من الصلة والبر، {والفحشاء} ما قبح من القول والفعل، فيدخل فيه الزنا وشرب الخمر والحرص والطمع والسرقة ونحو ذلك من الأقوال والأفعال المذمومة، {وَالْمُنْكَرِ} ما تنكره العقول من دواعي القوة الغضبية، كالضرب الشديد والقتل، والتطاول على الناس، {وَالْبَغْيِ} الاستعلاء على الناس، والتجبر عليهم بالظلم والعدوان، والوعظ: التشبيه إلى الخير بالنصح والإرشاد، والعهد: كل ما يلتزمه الإنسان باختياره، ويدخل فيه الوعد، ونقض اليمين: الحنث فيها، وأصله فك أجزاء الجسم بعضها من بعض، و {تَوْكِيدِهَا} توثيقها، والتشديد فيها بزيادة الأسماء والصفات فيها، والتوكيد مصدر وكد يوكد