للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنفذ القوم، إذا فني زادهم اهـ "سمين"، والحياة الطيبة: هي القناعة وعدم الحرص على لذات الدنيا لما في ذلك من الكد والعناء.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: المجاز المرسل في قوله: {مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ} إن قلنا: إن المراد بالبيوت المتخذة من جلودها الخيام المتخذة من الصوف والوبر والشعر .. فهو من إطلاق المحل وإرادة الحال، من حيث إنها نابتة على جلودها، فيصدق عليها أنها من جلودها، كما أشار إليه في "الجَمَل".

ومنها: الطباق في قوله: {يَعْرِفُونَهُ}، وقوله: {يُنْكِرُونَهَا}، وفي قوله: {ظَعْنِكُمْ} و {إقَامَتِكُمْ}، وفي قوله: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} {وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.

ومنها: الاكتفاء في قوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}؛ أي: والبرد، والاكتفاء عندهم ذكر أحد متقابلين وحذف الآخر لعلمه من المذكور.

ومنها: الحصر في قوله: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.

ومنها: التكرار في قوله: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} لزيادة التهديد.

ومنها: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة في قوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} إن قلنا: إنه ماض مسند إلى ضمير الغائب، ويصح أن يكون مضارعًا حذفت منه إحدى التاءين، وأصله تتولوا، فهو حينئذٍ على الظاهر، فلا التفات فيه.

ومنها: المقابلة اللطيفة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} أمر بثلاثة ونهى عن ثلاثة، وهو من المحسنات البديعية.

ومنها: ذكر الخاص بعد العام للاهتمام بشأنه في قوله: {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} بعد لفظ الإحسان الذي هو عام فيه وفي غيره.