للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والرحمة .. فكن من المتقين المحسنين، وفي هذا إشارة إلى التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله، قال بعض العلماء: كمال الطريق صدقٌ مع الحق، وصلحٌ مع الخلق، وكمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته، والخير لأجل أن يعمل به، وقيل لهرم بن حيان عند الموت: أوصِ، فقال: إنما الوصية في المال ولا مال لي، ولكن أوصيك بخواتيم سورة النحل، والله أعلم اهـ "خازن".

والله سبحانه نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل، وأن يوفقنا للفقه في دينه، ويفتح لنا خزائن أسراره بحرمة كتابه وكنوز شريعته التي أنزلها على رسوله النبي الأمي، والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

الإعراب

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٢١)}.

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ}: ناصب واسمه، {كَانَ}: فعل ناقص، واسمه ضمير يعود على {إِبْرَاهِيمَ}، {أُمَّةً} خبر {كَانَ} {قَانِتًا}: صفة أولى لـ {أُمَّةً}، {لِلَّهِ}: متعلق به، {حَنِيفًا}: صفة ثانية لها، وجملة {كَانَ} في محل الرفع خبر {إِنَّ}، وجملة {إِنَّ} مستأنفة. {وَلَمْ يَكُ}: جازم وفعل ناقص مجزوم، واسمه ضمير يعود على {إِبْرَاهِيمَ}، {مِنَ الْمُشْرِكِينَ}: خبره، والجملة في محل النصب حال مؤكدة من الضمير المستكن في {حَنِيفًا}. {شَاكِرًا}: صفة ثالثة لـ {أُمَّةً}، {لِأَنْعُمِهِ}: جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {شَاكِرًا} {اجْتَبَاهُ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ}، والجملة مستأنفة، {وَهَدَاهُ}: فعل ومفعول، معطوف على {اجْتَبَاهُ}، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهِ}، {إِلَى صِرَاطٍ}: متعلق بـ {هدى} أو بـ {اجتبى} على سبيل التنازع، {مُسْتَقِيمٍ}: صفة {صِرَاطٍ}.

{وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٢٢)}.