للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}، والوليّ الناصر، ينصره، ويمنعه، ويحفظه من إذلال من يذله، والذل: الهوان والصّغار.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الحصر في قوله: {هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}.

ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: {أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا}.

ومنها: التكرار في قوله: {أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا}.

ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}.

ومنها: الطباق بين {مَنْ يَهْدِ} {وَمَنْ يُضْلِلْ} وبين {مُبَشِّرًا} {وَنَذِيرًا} وبين {تَجْهَرْ} و {تُخافِتْ}.

ومنها: الالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} اهتمامًا بأمر الحشر.

ومنها: الجناس الناقص بين {مَحْسُورًا} و {مَثْبُورًا} لتغير بعض الحروف.

ومنها: المقابلة اللطيفة في قوله: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} في مقابلة قول فرعون {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُورًا}.

ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} للتفخيم، فإنه لو ترك الإظهار وعدل إلى الإضمار كما يقتضيه السياق فقال: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} لم يكن فيه من الفخامة ما فيه الآن، ويسميه بعضهم بالتصريح.

ومنها: الاستطراد في قوله: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} على قاعدة أسلوب كلامهم، وهو: أن يستطرد المتكلم بذكر شيء لم يسق له كلامه، أولًا ثمّ يعود إلى كلامه الأول، فقد ذكر سبحانه أوّلًا القرآن، وأنّ الإنس والجنّ عاجزون عن الإتيان بمثله، وفصاحته وبلاغته، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ثمّ انتقل إلى ما في منطوياته من مثل، وعبر، وبصائر، وانساق الكلام إلى تعنت الكافرين،