للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التصريف ومفردات اللغة

{عِوَجًا} وفي «القاموس» وغيره من معاجم اللغة، عوج بكسر الواو، ويعوج بفتحها - من باب تعب - عوجًا، العود، ونحوه انحنى، والإنسان ساء خلقه، فهو أعوج، والعوج بكسر، ففتح الاسم من عوج: الالتواء، وعدم الاستقامة، ولم تفرّق هذه المعاجم بينهما، وفي «الأساس» - يقصد أساس البلاغة -: يقال في العود: عوج بفتحتين، وفي الرأي عوج بكسر، ففتح ففرّق بينهما، وهذا هو الحق بدليل الآية، فالعوج بكسر ففتح في المعاني، كالعوج بفتحتين في الأعيان، فالعوج في الآية بكسر، ففتح، الانحراف، والميل عن الاستقامة، فلا خلل في لفظه، ولا تناقض في معناه. قَيِّمًا؛ أي: مستقيما (١) معتدلًا، لا إفراط فيما اشتمل عليه من التكاليف، حتى يشق على العباد، ولا تفريط فيه بإهمال ما تمس الحاجة إليه، أو قيّمًا بمصالح العباد، فيكون وصفا للكتاب بالتكميل بعد وصفه بالكمال أو قيمًا على الكتب السابقة، مصدقًا لها شاهدًا بصحتها.

وفي «القاموس» و «التاج» و «اللسان»: القيم (٢) على الأمر متوليه، كقيم الوقف، وغيره، وقيم المرأة زوجها، وأمر قيم مستقيم، والديانة القيمة؛ المستقيمة، وفي التنزيل: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}؛ أي: دين الأمة القيمة، ويتعدى بـ {الباء} وبـ {على} {والبأس الشديد} العذاب في الآخرة {مِنْ لَدُنْهُ} أي من عنده.

{باخِعٌ نَفْسَكَ}، أي: قاتلها ومهلكها قاله ابن عباس، وأنشد قول لبيد:

لعَلَّكَ يومًا إن فَقَدْتَ مَزارَهَا ... عَلَى بُعْدهِ يومًا لنفسكَ باخعُ

يقال: بخع الرجل نفسه يبخعها - من باب نفع - بخعًا، وبخوعًا أهلكها وجدًا.

وقال الليث (٣): بخع الرجل نفسه قتلها من شدة وجده، وأنشد قول الفرزدق:


(١) المراغي.
(٢) القاموس واللسان.
(٣) البحر المحيط.