للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لقوله {وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ}، وفي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} فإنه راجع لقوله: {فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ}.

ومنها: التهكم في قوله: {يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ} فقد سمى أعلى أنواع العذاب إغاثةً، والإغاثة هي: الإنقاذ من العذاب تهكما بهم، وتشفيًا منهم، والتهكم: فن طريف من فنونهم.

ومنها: التشبيه (١) المؤكد في قوله: {إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ نارًا أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها} فقد شبه النار المحيطة بهم، بالسرادق المضروب على من يحتويهم، وأضيف السّرادق إلى النار، فذلك هو التشبيه المؤكّد، وهو أن يضاف المشبّه إلى المشبه به، كقول بعضهم:

والريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء

فقد أضاف الأصيل، وهو المشبه إلى الذهب، وهو المشبّه به، كما أضاف الماء الذي هو المشبه إلى اللجين، الذي هو المشبه به.

ومنها: التشبيه المرسل المفصل في قوله: {بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} لذكر الأداة، ووجه الشبه، وقيل: وجه الشّبه فيه الثخن والرداءة في كلٍ كما في «الفتوحات».

ومنها: المقابلة البديعة بين الجنة في قوله: {نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}، والنار في قوله: {بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقًا} فقد ذكر الارتفاق في النار مقابلةً كقوله: فيما بعد في وصف الجنة {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}.

ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.

والله أعلم

* * *


(١) إعراب القرآن.