للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأدلة أنهم في ضلالهم يعمهون، وأنهم عن الحق معرضون .. أردف ذلك بالرد على من أثبت له الولد، كاليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، والنصارى الذين قالوا: المسيح ابن الله، والمشركين الذين قالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...} الآية، مناسبة الآية لما قبلها؛ أن الله سبحانه وتعالى، لما فصَّل أحوال الكافرين في الدنيا والآخرة، وبالغ في الرد عليهم .. ختم السورة بذكر أحوال المؤمنين وبيّن أنه سبحانه سيغرس محبتهم في قلوب عباده، وبعد أن استقصى في السورة دلائل التوحيد والنبوة والحشر، ورد فيها على فرق المبطلين، بين أنه ذلك بلسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليبشر به المتقين، وينذر به قومًا من المشركين ذوي الجدل والمماراة.

أسباب النزولى

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) ...} الآية، سبب نزولها (١): ما أخرجه البخاري في (ج ٥/ ص ٢٢١) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال: كنت قينًا في الجاهلية، وكان لى على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله، ثم تبعث، قال: دعني حتى أموت وأبعث، فسأوتى مالًا وولدًا فأقضيك، فنزلت {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨)} والحديث رواه مسلم، والترمذي، وأحمد، والطيالسي، وابن سعد، وابن جرير، والطبراني، وغيرهم.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...} الآية، سبب نزولها (٢): ما أخرجه ابن جرير، عن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر إلى المدينة .. وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة، منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة


(١) البخاري.
(٢) لباب النقول.