للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نطوِّل (١) له من العذاب ما يستحقه، ونضاعفه له جزاء كفره وافترائه على الله تعالى، وأستهزائه بآياته، أو نجعل له بعض العذاب إثر بعض

٨٠ - {وَنَرِثُهُ مَا يَقُول} إنه له (٢) في الجنة، فنجعله لغيره من المسلمين، قاله أبو صالح عن ابن عباس، واختاره الفراء، أو نرث ما عنده من المال والولد، بإهلاكنا إياه، وإبطال ملكه، وهو مري عن ابن عباس أيضًا، وبه قال قتادة، قال الزجاج: المعنى سنسلبه المال والولد، ونجعله لغيره {وَيَأْتِينَا} يوم القيامة {فَرْدًا} وحيدًا خاليًا لا يصحبه مال ولا ولد كان له في الدنيا، فضلًا أن يؤتى ثمة زائدًا، وقيل: المعنى نحرمه ما تمناه من المال والولد، ونعطيه لغيره.

وفي الآية: إشارة إلى أن (٣) أهل الغرور يدعون الإحراز للفضيلتين: المال والولد في الدنيا، والنجاة والدرجات في الآخرة، وينكرون على أهل التجرد في الإعراض عن الكسب، واعتزال النساء والأولاد، ولا يدرون أنهم يقعون بذلك في عذاب البعد، إذ لا سند لهم أصلًا.

وقرأ أبو نهيك: {كلاً} بالتنوين فيهما هنا، وهو مصدر من كل السيف كلاً إذا نبا عن الضرب، وأنتصابه على إضمار فعل من لفظه، تقديره: كلوا كلاً عن عبادة الله، أو عن الحق ونحو ذلك.

وقرأ الجمهور (٤): {سَنَكْتُبُ} بالنون، والأعمش: بياءٍ مضمومةٍ والتاء مفتوحة مبنيًا للمفعول، وذكرت عن عاصم، وقرأ أبو (٥) العالية الرياحي، وأبو رجاء العطاردي: {سيكتب} {ويرثه} بياء مفتوحة، وقرأ علي بن أبي طالب {ونمد له} يقال مده وأمده بمعنًى.

٨١ - {وَاتَّخَذُوا}؛ أي: واتخذ مشركوا مكة {مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً}؛ أي: اتخذوا الأصنام آلهةً متجاوزين الله تعالى {لِيَكُونُوا}؛ أي: ليكون الأصنام {لَهُمْ}؛ أي:


(١) المراح.
(٢) زاد المسير.
(٣) روح البيان.
(٤) البحر المحيط.
(٥) زاد المسير.