للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منها: أنه خلق لأمر عظيم هو الخلافة.

ومنها؛ أنه خلقه على صورة الرحمن، كما ورد في الحديث.

ومنها: أنه سبحانه قال في شأنه: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}.

ومنها: أنه اختص بعلم الأسماء كلها، وأنهم احتاجوا إليه في إنباء الأسماء، كما قال تعالى: {يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} فوجب عليهم أداء حقوقه بالسجود له.

{فَسَجَدُوا}؛ أي: فسجد الملائكة كلهم أجمعون تعظيمًا لأمر ربهم، وامتثالًا له {إِلَّا إِبْلِيسَ} فإنه لم يسجد، ولم يطرح أردية الكبر، ولم يخفض جناحه، يقال: أبلس إذا تحير، ومنه إبليس، أو هو أعجمي كما في "القاموس" وقوله: {أَبَى} استئناف بياني، كأنه قيل: ما باله لم يسجد فقيل: أبى السجود وامتنع منه، قال في "المفردات" الإباء شدة الامتناع، فكل إباءٍ امتناع، وليس كل امتناع إباء.

المعنى (١): أي اذكر أيها الرسول الكريم: ما وقع في ذلك منا ومن آدم، حتى يستبين لك نسيانه وفقدان عزمه، إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم فلبوا الأمر، إلا إبليس فإنه امتنع وأبى أن يكون مع الساجدين، وقد تقدم ذكر هذا القصص في سورة البقرة، والأعراف، والحجر، والإسراء، والكهف، وسيأتي ذكره في سورة ص، وفيه إشارة إلى تكريم آدم وتفضيله على كثير ممن خلق.

١١٧ - {فَقُلْنَا} له عقيب ذلك، اعتناءً بنصحه وإرشاده {يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا} الحقير الذي رأيت منه ما رأيت من التكبر {عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ} حواء، ومن ثم لم يسجد لك، وخالف أمري وعصاني، فلا تطيعاه فيما يأمركما به، والزوج: اسم للمفرد، بشرط أن يكون معه آخر من جنسه، ذكرًا كان أو أنثى، ولعداوته وجوه (٢):

الأول: أنه كان حسودًا له، فلما رأى نعم الله على آدم .. حسده فصار


(١) المراغي.
(٢) روح البيان.