للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} قال الراغب: الدل: ما كان من قهر، والذَّل: ما كان بعد تصعب وشماس من غير قهر، وقال الراغب أيضًا، خزي الرجل: لحقه انكسار، إما من نفسه، وإما من غيره، فالذي يلحقه من نفسه، هو: الحياء المفرط، ومصدره: الخزاية، والذي يلحقه من غيره، يقال: هو ضرب من الاستحقاق، ومصدره: الخزي.

فصل في أسماء الأصوات

وعدناك ببحث أسماء الأصوات، ونرى أن نتوسع فيها قليلًا؛ لأن كتب النحو قلما تهتم لها، فهي تجري مجرى أسماء الأفعال؛ لأنها متواخية معها، وهي مبنية، وتنقسم إلى قسمين:

الأول: منهما: ما خوطب به ما لا يعقل، مما يشبه اسم الفعل في الاكتفاء به، ولكن اسم الفعل مركب، واسم الصوت مفرد، لعدم تحمله الضمير، كقولهم في دعاء الإبل لتشرب: جىء جىء بكسر الجيم فيهما، مكررين مهموزين، وفي "المحكم": أنهما أمر للإبل بورود الماء، يقال: جأجأت الإبل: إذا دعوتها لتشرب الماء، فقلت: جىء جىء، نقله الجوهري عن الأموي، وكقولهم في دعاء الضأن: حاحا، وفي دعاء المعز: عاعا غير مهموزين، والفعل منهما: حاحيت وعاعيت، قال سيبويه: وأبدلوا الألف من الياء لشبهها بها؛ لأن قولك: حاحيت، إنما هو صوت بنيت منه فعلًا، وليست فاعلت، وكقولهم في زجر البغل:

عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمَارَةٌ ... نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلِيْنَ طَلِيْقُ

فعدس: يزجر به البغل، وقد سمي البغل به، والتقدير: على التسمية به: يا عدس، فحذف حرف النداء، وإمارة بكسر الهمزة؛ أي: حكم.

والثاني: منهما: ما حكي به صوت مسموع، والمحكي صوته قسمان: حيوان، وغيره.

والأول: كغاق بالغين المعجمة، والقاف لصوت الغراب.