للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نحمدك يا إلهنا حمد من أقر بربوبيتك؛ واعترف بوحدانيتك، وصدق بكتابك، واقتدى بمحكمه، وآمن بمتشابهه، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله، سيّدُ الأولين والآخرين، من أنزلت عليه الكتاب المستبين، والقرآن المبين، وصلّ وسلّم عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأتباعهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فإني لما فرغت من تفسير الجزء السادس عشر من القرآن الكريم .. أخذت - بعون الله - في تفسير الجزء السابع عشر منه، راجيًا من الله التوفيق، والهداية فيما نحن بصدده إلى أقوم الطريق، فقلت:

[سورة الأنبياء]

مكية، قال القرطبي: عند جميع المفسرين. وعدد (١) آياتها مئة واثنتا عشرة آية، أو إحدى عشرة. وعدد كلماتها ألف كلمةً، ومئة وثمان وستون كلمة. وعدد حروفها أربعة آلاف حرف، وثمان مئة وتسعون حرفًا.

فضلها: ومما ورد في فضلها (٢):

ما أخرجه البخاري، وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "بنو إسرائيل، والكهف، ومريم، والأنبياء، من من العتاق الأول، وهن من تلادي".

وأخرج ابن مردويه، وأبو نعيم، في "الحلية"، عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه، وكلم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءه الرجل، فقال: إني استقطعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واديًا ما في العرب، وادٍ أفضل منه، وقد


(١) الخازن.
(٢) الشوكاني.