للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: الإيجاز بالحذف، في قوله: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} أي: بكل سوء؛ لأنهم استفظعوا حكايته ما يقوله النبي - صلى الله عليه وسلم -، من القدح في آلهتهم، بأنها لا تسمع، ولا تبصر، ولا تنفع، ولا تضر.

ومنها: الاستعارة المكنية، في قوله: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} فقد شبّه العجل الذي طبع عليه الشخص، وصار له كالجبلة بأصل مادته، وهي الطين، تشبيهًا مضمراً في النفس، ثم حذف المشبّه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو قوله: خلق. وقيل: لا استعارة فيه، وإنما هو من باب القلب، والأصل خلق العجل من الإنسان، لشدة صدوره منه، وملازمته له، والقلب موجود في كلامهم كثيرًا، والأول أولى وأقعد بالبلاغة، ومن بدع التفاسير ما قالوه: من أن العجل هو الطين، بلغة حمير.

ومنها: إيثار صيغة المضارع والشرط في قوله: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وإن كان المعنى على المضي، لإفادة استمرار عدم العلم.

ومنها: الكناية في قوله: {عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ}؛ لأنه كناية عن إحاطة النار بهم من كل جانب، ذكره أبو السعود.

ومنها: وضع الظاهر موضع المضمر في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ} لفائدة التسجيل عليهم، فقد كان مقتضى السياق أن يقول: {ولا يسمعون} ولكنه صرح بالصم، وتجاوز بالظاهر عن ضميره، للدلالة على تصامهم وسدهم أسماعهم، إذا أنذروا، وللدلالة على صدور إنكار شديد، وغضب عظيم، وتعجب من نبو أسماعهم عن الوحي، وعدم إصاغتهم لما ينفعهم وإمعانهم في ركوب الغي والضلال.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ} حيث استعار الصم للكفار؛ لأنهم كالبهائم التي لا تسمع الدعاء، ولا تفقه النداء.

ومنها: إسناد الضمير إلى الله تعالى في قوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} أسند سبحانه الضمير إلى نفسه. تعظيمًا للمسلمين، الذين