للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بين هؤلاء الستة {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فيدخل المؤمنين الجنة، والكافرين النار. والظاهر تعميم الكلام لعبدة الأوثان، ولعباد الشمس والقمر والنجوم اهـ. كرخي في محل الرفع، خبر لـ {إن} الأولى. وفي "السمين" (١): هذه الآية فيها وجهان:

أحدهما: أن {إن} الثانية واسمها وخبرها في محل رفع خبر لـ {أن} الأولى. قال الزمخشري: أدخلت {إن} على كل واحد من جزأي الجملة، لزيادة التأكيد وحسن دخول {إن} في الخبر، طول الفصل بينهما بالمعاطيف.

والثاني: أن {إن} الثانية تكرير للأولى على سبيل التوكيد.

أي: يقضي بين (٢) المؤمنين وبين الفرق الخمسة، المتفقة في الكفر، بإظهار المحق من المبطل، بإثابة الأول وعقاب الثاني، بحسب الاستحقاق. يعني أن الله تعالى، يعامل كل صنف منهم يوم القيامة، على حسب استحقاقه، إما بالنعيم وإما بالجحيم. وعلم من الآية، أن الأديان ستة، واحد للرحمن، وهو دين المؤمنين الذي هو الإسلام، كما قال تعال: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وخمسة للشيطان، وهي ما عدا الإسلام؛ لأنها مما دعا إليها الشيطان، وزينها في أعين الكفرة.

وجملة قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} (٣) تعليل لما قبلها؛ أي: أنه سبحانه وتعالى على كل شيء من أفعال خلقه، وأقوالهم شهيد، لا يعزب عنه شيء منها. والمعنى؛ أي (٤): أن الله سبحانه، يقضي بين هذه الفرق، ويجازي كلاً بما يفعل، ويضعه في الموضع اللائق به، إذ ليس شيء من أحوالهم بغائب عنه، بل هو عليم بأقوالهم، مراقب لأفعالهم.

وخلاصة ذلك: أنه تعالى يحكم بالعدل، فيدخل من آمن به الجنة، ويلقي من كفر به في جهنم، وبئس القرار. وهو الشهيد على أعمالهم، الحفيظ لأفعالهم، العليم بسرائرهم، وما تكنّه ضمائرهم.


(١) الفتوحات.
(٢) روح البيان.
(٣) الشوكاني.
(٤) المراغي.