للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالجمع. وفيه أيضًا التبعير بالماضي عن المستقبل، حيث قال: قطعت؛ لأنه بمعنى إعدادها لهم، كما في "الشهاب"، أو إشارةً إلى تحقق الوقوع.

ومنها: الإرداف في قوله: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}؛ لأنه لمّا كانت الثياب تشمل جميع الجسد غير الرأس، أفرد الرؤوس بالذكر بقوله: يصب الخ. ومنها: الإيجاز في قوله: {اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}؛ أي: في دين ربهم، فهو على حذف مضاف.

ومنها: رعاية الفواصل في قوله: {وَالْجُلُودُ} حيث أخَّره عن قوله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} مع أن ملابستها بالجلود أسبق من ملابستها بالباطن، إشعارًا بغاية شدة الحرارة، بإيهام أن تأثيرها في الباطن أقوى من تأثيرها في الظاهر، مع أن ملابستها بالعكس.

ومنها: المجاز في قوله: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا}؛ لأن الإرادة هنا مجاز عن القرب، والمراد: أنها ترفعهم وترميهم إلى أعلاها فلا خروج لهم. لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} ولهذا قال: {أُعِيدُوا فِيهَا} دون إليها. وبعضهم أبقى الإرادة على حقيقتها، وأجاب عن قوله: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} بأنهم لا يستمرون على الخروج، وبأن العود قد يتعدى بفي، للدلالة على التمكن والاستمرار، وذكر الإرادة للدلالة على رغبتهم في الخروج، اهـ. من "الشهاب".

ومنها: تغيير الأسلوب في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الخ. حيث لم يقل والذين آمنوا إلخ عطفًا على الذين كفروا تعظيمًا لشأن المؤمنين، اهـ .. شيخنا. وفي قوله: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} غير الأسلوب حيث لم يقل: ويلبسون فيها حريرًا، للمحافظة على الفواصل؛ لأنه لو قال، من ذكر، لكان في آخر الفاصلة الألف في الكتابة والوقف، بخلاف البقية، كما مر في مبحث التفسير. وفي "الكرخي" غير أسلوب الكلام فيه، حيث لم يقل ويلبسون حريرًا للدلالة على أن الحرير ثيابهم المعتادة في الجنة، فإن العدول إلى