للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المناسبة

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر (١) صد المشركين عن دين الله وعن المسجد الحرام، ثم أردفه بذكر مناسك الحج، وبين ما فيها من منافع في الدين والدنيا .. قفى على ذلك، ببيان ما يزيل الصد عنه، ويؤمن معه من التمكن من أداء تلك الفريضة على أتم الوجوه.

وعبارة أبي حيان هنا: ومناسبة هذه الآية لما قبلها (٢): أنه تعالى لما ذكر جملة مما يفعل في الحج، وكان المشركون قد صدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عام الحديبية، وآذوا من كان بمكة من المؤمنين .. أنزل الله تعالى هذه الآيات، مبشرة المؤمنين بدفعه تعالى عنهم، ومشيرة إلى نصرهم، وإذنه لهم في القتال، وتمكينهم في الأرض بردهم إلى ديارهم، وفتح مكة، وأن عاقبة الأمور راجعة إلى الله تعالى. وقال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

قوله: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما بيَّن (٣) فيما سلف أن المشركين أخرجوا المؤمنين من ديارهم بغير حق، وأنه أذن لهم في مقاتلتهم، وضمن لهم النصرة عليهم .. أردف هذا تسلية لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، على ما يرى من قومه، وتصبيره على أذاهم وتكذيبهم إياه، فأبان له أن هذا التكذيب ليس بدعًا في الأمم، فكثير منها قد كذبت رسلها، فحل بها من البوار ما فيه عبرة لمن اعتبر، وتذكر مما يشاهدونه رأي العين في حلهم وترحالهم، وفي غدوهم، ورواحهم، فلا تحزن على ما ترى، واصبر فإن العاقبة للمتقين.

قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.