للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي "السمين" قيل: هو جمع حديث، ولكنه شاذ، وقيل: بل جمع أحدوثة كأضحوكة. وقال الأخفش: لا يقال ذلك إلا في الشر، ولا يقال في الخير. وقد شذت العرب في ألفاظ، فجمعوها على صيغة مفاعيل كأباطيل وأقاطيع. وقال الزمخشري: الأحاديث تكون اسم جمع للحديث، ومنه أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفاعيل ليس من أبنية اسم الجمع، وإنما ذكره أصحابنا فيما شذ من المجموع، كقطيع وأقاطيع، وإذا كان عباديد قد حكموا عليه بأنه جمع تكسير، مع أنهم لم يلفظوا له بواحد، فاحرى أحاديث، وقد لفظ له بواحد وهو حديث، فاتضح أنه جمع تكسير، لا اسم جمع لما ذكرنا. اهـ. وفي "القاموس" صاروا أحاديث؛ أي: انقرضوا. اهـ.

{عَالِينَ}؛ أي: متكبرين. {لِبَشَرَيْن}: تثنية بشر، والبشر يقع على الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث، قال تعالى: {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وقد يطابق، ومنه هذه الآية، وأمّا إفراد مثلنا؛ فلأنه يجري مجرى المصادر في الإفراد، والتذكير ولا يؤنث أصلًا، وقد يطابق ما هو له تثنيةً كقوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}. وجمعًا كقوله: {ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وقيل: أريد

المماثلة في البشرية لا الكمية، وقيل: اكتفى بالواحد عن الاثنين. اهـ.

{عَابِدُونَ}؛ أي: خدم منقادون. قال أبو عبيدة: العرب تسمي كل من دان للملك عابدًا. وقال المبرد: العابد: المطيع الخاضع.

{وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ}؛ أي: أسكناهما وأنزلناهما في ربوة؛ أي: أوصلناهما إلى ربوة، وسبب ذلك أن ملك ذلك الزمان، كان أراد أن يقتل عيسى عليه السلام، فهربت به أمه إلى تلك الربوة، ومكثت بها ثنتي عشرة سنة، حتى هلك ذلك الملك. اهـ. من "الخطيب".

والربوة والرباوة: الأرض المرتفعة، وفي رائها الحركات الثلاث، وقد اختلف المفسرون في المراد بها، فقيل: بيت المقدس، وقيل: دمشق وغوطتها. وعن الحسن: فلسطين أو الرملة، أو مصر، أقوال.

{مَعِينٍ}: اسم مفعول من عان يعين كباع يبيع، فهو معين كمبيع، فالميم