للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المناسبة

قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ...} الآيات، مناسبة هذه (١) الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما نهى عن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان والسلام على أهلها منعًا للقيل والقال والاطلاع على عورات الناس وأسرارهم .. أمر رسوله أن يرشد المؤمنين إلى غضّ البصر عن الحارم، لمثل السبب المتقدم، إذ ربما كان ذلك ذريعة إلى وقوع المقاصد وانتهاك الحرمات التي نهى الدين عنها.

قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما أمر بغضّ الأبصار، وحفظ الفروج ونحوهما، مما يفضي إلى السفاح .. أعقبه بالأمر بإنكاح الأيامى؛ لأنه الوسيلة لبقاء هذا النوع، وحفظ الإنساب الذي يستدعي مزيد الشفقة على الأولاد، وحسن تربيتهم، ودوام الألفة بينهم. ثم ذكر حكم من يعجز عن ذلك لعدم وجود المال لديه. ثم رغب في مكاتبة الأرقاء، ليصيروا أحرارًا في أنفسهم وفي أموالهم يتزوجون كما يشاؤون. وبعدئذ أردف ذلك بالنهي عن إكراه الإماء على الفجور - إن أردن العفة - ابتغاء ظل زائل من عرض الدنيا.

ثم ختم هذا، ببيان أنه أنزل عليكم في هذه السورة وفي غيرها، آيات مبينات لكل ما أنتم في حاجة إلى بيانه من أحكام وآداب وحدود زاجرة وعقوبات رادعة وقصص عجيبة من الماضين وأمثال مضروبة، لتكون عبرة وذكرى لكم.

قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه (٢) لما ذكر أنه أنزل في هذه السورة آيات مبينات لكل ما يحتاج إليه الناس، في صلاح أحوالهم في معاشهم ومعادهم من الشرائع والأحكام والآداب والأخلاق .. بين أنه نور السماوات والأرض بما بث فيهما من الآيات الكونية، والآيات التي أنزلها على رسله دالة على وجوده ووحدانيته،


(١) المراغي.
(٢) المراغي.