للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيُلَقَّوْنَ} يقرأ بالتشديد، ومعناه يعطون، كما في قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}، وبالتخفيف، ومعناه: يجدون ويصادفون، ففي "المصباح": لقيته ألقاه، من باب تعب لقيا، والأصل فعول، ولقى بالضم مع القصر، ولِقًا بالكسر مع المد والقصر، وكل شيء استقبل شيئًا أو صادفه فقد لقيه، اهـ.

{تَحِيَّةً وَسَلَامًا} والفرق بين التحية والسلام أن التحية الدعاء بالتعمير، والسلام الدعاء بالسلامة من الآفات، اهـ "زكريا". وعبارة "الشهاب": قوله: الدعاء بالتعمير؛ أي: طول العمر والبقاء؛ لأن التحية أصل معناها قول حياك الله وأبقاك، وهي مشتقة من الحياة، والمراد من الدعاء به التكريم وإلقاء السرور، وإلا فهو متحقق لهم، اهـ. وعبارة "أبي السعود": معنى يلقون فيها تحية وسلامًا؛ أي: تحييهم الملائكة، ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة من الآفات، اهـ.

{مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} وفي المختار: عبأ الطيب والمتاع هيأه، وبابه قطع، وعبأه تعبئة مثله، والعبء - بالكسر - الحمل، وجمعه أعباء، وما عبأ به؛ أي: ما بالى به، وبابه قطع"، اهـ.

{لِزَامًا} مصدر لازم الرباعي كقاتل قتالًا، والمراد به هنا اسم الفاعل، فهو مصدر أقيم مقام الفاعل، كما أقيم العدل مقام العادل.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: طباق السلب في قوله: {مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ}.

ومنها: الحصر في قوله: {إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}.

ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وسماها القدامي استعارة تخييلية، فالمستعار الاستواء، والمستعار منه كل جسم مستو، والمستعار له الحق عز وجل ليتخيل السامع عند سماع هذه اللفظة ملكًا فرغ من ترتيب