للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم (١) إن قوم موسى قالوا لقوم فرعون: إن لنا في هذه الليلة عيدًا، ثم استعاروا منهم حليهم وحللهم بهذا السبب، ثم خرجوا بتلك الأموال في الليل إلى جانب البحر. قال القرطبي: فخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل سَحرًا، فترك الطريق إلى الشام على يساره، وتوجه نحو البحر، فكان الرجل من بني إسرائيل يقول له في ترك الطريق، فيقول: هكذا أمرت،

٥٣ - فلما أصبح فرعون، وعلم بسري موسى ببني إسرائيل خرج في أثرهم، وبعث إلى مدائن مصر لتلحقه العساكر، وقوى نفسه ونفس أصحابه بأن وصف قوم موسى بوصفين من أوصاف الذم، ووصف قوم نفسه بصفة المدح، وذلك قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ} حين أخبر بمسيرهم في الليل {فِي الْمَدَائِنِ}؛ أي: في مدائن مصر وبلدانها {حَاشِرِينَ}؛ أي: شرطًا جامعين للعساكر ليتبعوهم. قيل: كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية،

٥٤ - وقال لهم حين جمع عساكر المدائن {إِنَّ هَؤُلَاءِ}؛ أي: بني إسرائيل {لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}؛ أي: لطائفة قليلة، وكانوا ست مئة ألف مقاتل، ليس فيهم من دون عشرين سنة، ولا من يبلغ ستين سوى الحشم، وفرعون يقللهم؛ إذ روي أنه أرسل في أثرهم ألف ألف ملك وخمسة آلاف ملك إلخ. وخمس مئة ألف ملك مسور، ومع كل ملك ألف، وخرج فرعون في جمع عظيم، وكانت مقدمته سبع مئة ألف رجل على حصان وعلى رأسه بيضة.

وعن ابن عباس: خرج فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث. وروي أن فرعون خرج على حصان أدهم، وفي عسكره على لون فرسه ثلاث مئة ألف، والشرذمة الطائفة القليلة. وقال: قليلون دون قليلة باعتبار أنهم أسباط، كل سبط منهم سبط قليل

٥٥ - {وَإِنَّهُمْ}؛ أي: وإن بني إسرائيل {لَنَا لَغَائِظُونَ}؛ أي: لفاعلون ما يغيظنا ويغضبنا بمخالفتهم ديننا، وذهابهم بأموالنا التي استعاروها أن لهم عيدًا في هذه الليلة، وخروجهم من أرضنا بغير إذن منا، وهم منخرطون في سلك عبادنا

٥٦ - {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦) أي: لجماعة متيقظون غير مغفلين، يستعملون الحزم والاحتياط في الأمور.


(١) المراح.