للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت.

{تَرَاءَى الْجَمْعَانِ}؛ أي: تقاربا بحيث رأى كل منهما الآخر، وهو تفاعل من الرؤية. {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}؛ أي: سيدركوننا ويلحقون بنا، اسم مفعول من أدرك الرباعي، ومنه: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ}.

{الْبَحْرَ}: وهو بحر القلزم كما مر، وسمّي البحر بحرًا لاستبحاره؛ أي: اتساعه وانبساطه. {فَانْفَلَقَ}؛ أي: انشق.

{كُلُّ فِرْقٍ} الفرق: الجزء المنفرق منه. قال في "المفردات": الفرق يقارب الفلق، لكن الفلق يقال اعتبارًا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارًا بالانفصال، والفرق القطعة المنفصلة، وكل فرق بالتفخيم والترقيق لكل القراء، والتفخيم أولى.

{كَالطَّوْدِ} الطود: الجبل، ويجمع على أطواد، يقال: طاد يطود إذا ثبت قال امرؤ القيس:

فَبَيْنَا الْمَرْءُ فِيْ الأَحْيَاءِ طَوْدٌ ... رَمَاهُ النَّاسُ عَنْ كَثَبٍ فَمَالاَ

وقال الأسود بن يعمر:

حَلّوا بِأنْقَرَةٍ يَسِيْلُ عَلَيْهِمُ ... مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيْءُ مِنْ أَطْوَادِ

{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) أي: قربناهم إلى البحر يعني فرعون وقومه، قال الشاعر:

وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى أَوْ لَيْلَةٍ سَلَفَتْ ... فِيْهَا النُّفُوْسُ إِلَى الآجَالِ تَزْدَلِفُ

قال أبو عبيدة: أزلفنا جمعنا، ومنه قيل لليلة مزدلفة: ليلة جمع.

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ}: من التلاوة، وهي القراءة على سبيل التتابع، والقراء أعم.

{وَقَوْمِهِ} والقوم: جماعة الرجال في الأصل دون النساء، كما نبّه عليه قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، وفي عامة القرآن أريدوا به والنساء