للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

معه، وهي امرأته، كما جاء في سورة هود. {إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} وكانت عجوز سوء لم تتبع لوطًا في الدين، ولم تخرج معه.

والخلاصة: فنجيناه وأهله من العذاب بإخراجهم من بينهم ليلًا عند حلول العذاب بهم إلا عجوزًا قدر الله سبحانه بقاءها لسوء أفعالها، وقبح طويتها, ولما لها من ضلع في استحسان أفعالهم.

١٧٢ - {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) أي: أهلكناهم أشد الإهلاك وأفظعه، بقلب بلدتهم؛ أي: أهلكناهم بالخسف والحصب.

١٧٣ - {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ}؛ أي: على الخارجين من بلادهم والكائنين مسافرين وقت الائتفاك والقلب. {مَطَرًا}؛ أي: غير معتاد. وهو الحجارة فأهلكتهم. {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}؛ أي: بئس (١) مطر من أنذر فلم يؤمن، لم يرد بالمنذرين قومًا بأعيانهم، فإن شرط أفعال المدح والذم أن يكون فاعلهما معرفًا بلام الجنس، أو يكون مضافًا إلى المعرف به، أو مضمرًا مميزًا بنكرة، والمخصوص بالذم محذوف وجوبًا؛ وهو مطرهم؛ أي: فبئس مطر جنس المنذرين بعذاب الله، فلم يقبلوا الإنذار، والمخصوص بالذم مطر قوم لوط بالحجارة.

والخلاصة: أي (٢) ثم أهلكنا المؤخرين عن لوط، فأمطرنا عليهم حجارة من السماء. قال وهب بن منبه: أنزل الله عليهم الكبريت والنار، وبئس المطر هذا، وما أشد وطأته، وما أقسى وقعه، فقد أحدث بأرضهم زلزالًا جعل عاليها سافلها.

١٧٤ - {إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذي فعل بقوم لوط {لَآيَةً}؛ أي: لعبرة لمن بعدهم، فليجتنبوا عن قبيح فعلهم، كيلا ينزل بهم ما نزل بقوم لوط من العذاب، أو لدلالة واضحة على شدة بأس الله سبحانه، وعظيم انتقامه من أعدائه. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ}؛ أي: أكثر قوم لوط بل أقلهم، أو ما كان أكثر من تلوت عليهم هذه القصة {مُؤْمِنِينَ} فإن أكثر الخلق لئام؛ وهم الكفار، وكرامهم قليل؛ وهم


(١) روح البيان.
(٢) المراغي.