للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (٢٨) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١)}

المناسبة

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (١) أن المؤمنين يزيدهم القرآن هدى وبشرى؛ إذ هم به يستمسكون ويؤدون ما شرع من الأحكام على أتم الوجوه .. أردف هذا ببيان أن من لا يؤمن بالآخرة يتمادى في غيه، ويعرض عن القرآن أشد الإعراض، ومن ثم تراه حائرًا مترددًا في ضلاله فهو في عذاب شديد في دنياه؛ لتبلبله وقلقه واضطراب نفسه، وفي الآخرة له أشد الخسران؛ لما يلحقه من النكال والوبال والحرمان من الثواب والنعيم الذي يتمتع به المؤمنون.

قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)} مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما وصف القرآن بأنه هدى وبشرى للمؤمنين، وأن من أعرض عنه كان له الخسران المبين .. أردف بذكر حال المنزل عليه وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - مخاطبًا له.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر قصص موسى عليه السلام تقريرًا لما قبله ببيان أنه تلقاه من لدن حكيم عليم .. أردفه قصص داود وسليمان عليهما السلام، وذكر أنه آتى كلًّا منهما طائفة من علوم الدين والدنيا، فعلم داود صنعة الدروع ولبوس الحرب، وعلم سليمان منطق الطير، ثم بين أن سليمان طلب من ربه أن يوفقه إلى شكر نعمه عليه وعلى والديه، وأن يمكنه من العمل الصالح وأن يدخله جنات النعيم.


(١) المراغي.