للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا ينطق، وأما في اصطلاح أهل البيان: فالفصاحة خلوص الكلمة عن تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس، وفصاحة الكلام خلوصه من ضعف التأليف والتعقيد.

{رِدْءًا} والردء المعين من أردأته على عدوه إذا أعنته، يقال: فلان ردء فلان إذا كان ينصره ويشد ظهره، ومنه قول الشاعر:

ألم تر أن أصرم كان ردئي ... وخير الناس في قل ومال

وفي "الفتوحات": والردء العون، وهو فعل بمعنى مفعول، كالدفء بمعنى المدفوء به، وردأته على عدوه أعنته عليه، وردأت الحائط دعمته بخشبة لئلا يسقط. وقال النحاس: يقال: ردأته وأردأته.

فائدة: قال بعضهم في قوله: {هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا} مقام الفصاحة هو مقام الصحو والتمكين، الذي يقدر صاحبه على أن يُخبر عن الحق وأسراره بعبارة لا تكون ثقيلة في موازين العلم، وهذا حال نبينا - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "أنا أفصح العرب، وبُعثت بجوامع الكلم" اهـ "الروح".

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنوعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التأكيد بإن واللام في قوله إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك مطابقة لمقتضى الحال.

ومنها: إضافة الصفة إلى الموصوف في قوله: {سَوَاءَ السَّبِيلِ}؛ أي: السبيل الوسط.

ومنها: تنكير أمة في قوله: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ} للدلالة على الكثرة.

ومنها: كثرة الإيجاز في هذه الآيات، أعني قوله: {أُمَّةً مِنَ النَّاسِ