للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المصدر إلى اسم الفاعل، ذكره أبو حيان.

٧٩ - والفاء في قوله: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِه} (١) للعطف على {قَالَ} وما بينهما اعتراض، وقوله: {فِي زِينَتِهِ} إما متعلق بخرج أو بمحذوف، هو حال من فاعله؛ أي: خرج قارون من بيته حالة كونه كائنًا في زينته الدنيوية من المال والأثاث والجاه.

قيل (٢): خرج قارون يوم السبت، وكان آخر يوم من عمره، متزينًا على بغلته مع أتباعه، وكانوا أربعة آلاف على زيه، وكان عن يمينه ثلاث مئة غلام، وعن يساره ثلاث مئة جارية بيض عليهن الحلي والديباج، وكانت بغلته شهباء - بيضاء - سرجها من ذهب، وكان على سرجها الأرجوان بضم الهمزة والجيم، وهو قطيفة حمراء، وكانت خيولهم وبغالهم متحلية بالديباج الأحمر، ومعهم ألوان السلاح.

وقال ابن زيد: خرج في تسعين ألفًا عليهم المعصفرات، وهو أول يوم رؤي فيه اللباس المعصفر، وهو المصبوغ بالعصفر، وهو صبغ أحمر معروف، وقد نُهي الرجال عن لبس المعصفر؛ لأنه من لباس الزينة وأسباب الكبر، ولأن له رائحة لا تليق بالرجال، وهذا الذي ذكره مفسرو السلف في قصة قارون من الإسرائيليات التي لا أصل لها ولا نقل فيها.

{قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} وزينتها من مؤمني بني إسرائيل، على طريقة الجبلة البشرية من الرغبة في السعة واليسار: {يَا} قوم {لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} من هذه الأموال وهذه الزينة؛ أي: نتمنى أن يكون لنا مثل ما أعطي قارون من هذه الزينة، قالوه (٣) غبطة، والغابط هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه كهذه الآية، والحاسد هو الذي يتمنى أن تكون له


(١) روح البيان.
(٢) المراح وروح البيان.
(٣) النسفي.