للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَلَعِبٌ} يقال: لعب فلان: إذا لم يقصد بفعله مقصدًا صحيحًا، كفعل الصبيان، وقد قدمنا الكلام فيهما مبسوطًا، فراجعه.

{لَهِيَ الْحَيَوَانُ} والحيوان: مصدر حيِيَ، سمي به ذو الحياة، وأصله: حييان، فقلبت الياء الثانية واوًا، لئلا يحذف إحدى الألفين، وهو أبلغ من الحياة، لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحيوان، كالنزوان واللهيان، لذلك اختير على الحياة في هذا المقام، المقتضى للمبالغة اهـ. من "الروح".

والحياة: حركة كما أن الموت: سكون، فمجيئه على بناءٍ دالٍ على معنى الحركة، مبالغة في معنى الحياة.

{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ}؛ أي: يضيق ويقتر، ولهذا الفعل خصائص عجيبة، فهو يتوزع على طائفة من المعاني سنذكرها فيما يلي:

يقال: قدر الرزق: قسمه وبابه نصر وضرب، وقدر وقدر على عياله: ضيق وقتر، قال في "الأساس": وقدر عليه رزقه، وقدر: قتر، وقدر يقدر من باب علم، قدرًا وقدرةً، ومقدَرةً، ومقدُرةً ومِقدارًا وقدرًا على الشيء: قوي عليه، وقدر يقدر من باب: ضرب قدرًا لأمر: إذا دبره، وقدر الشيء بالشيء: قاسه به، وجعله على مقداره، وقدر يقدر ويقدر: من بابي: نصر وجلس، الله عظمه، وقدر الرجل: فكر في تسوية أمره، وتدبيره، وقدر يقدر - من باب تعب - قدرًا: بفتحتين قصرت عنقه، وقدر على الشيء اقتدر.

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ} والركوب: هو الاستعلاء على الشيء المتحرك، وهو متعد بنفسه، كما في قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا}، واستعماله هاهنا وفي أمثاله بكلمة {فِي}: للإيذان بأن المركوب في نفسه، من قبيل الأمكنة، وحركته قسرية غير إرادية.

{فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} البر: خلاف البحر، وتصور منه التوسع، فاشتق منه البر؛ أي: التوسع في فعل الخير، كما في "المفردات".