للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المناسبة

قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه (١) سبحانه لما ذكر ما يعرض للأنفس من الأوصاف .. ذكر ما يعرض للأكوان والآفاق، ونشاهده رأى العين، الفينة بعد الفينة، مما فيه العبرة لمن ادكر، ونظر في العوالم نظرة متأمل معتبر، في بدائع الأكوان، ليتوصل إلى معرفة مدبرها وخالقها، الذي أحسن كل شيء خلقه ثم هدى.

قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما أقام الأدلة على الوحدانية، وهي الأصل الأول، وعلى القدرة على الحشر، وهي الأصل الثاني .. أعقب ذلك بهاتين الآيتين، وجعلهما كالنتيجة لما سلف.

قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...} الآيات، مناسبتها لم قبلها: أن الله سبحانه لما بين قدرته على الإعادة، بإقامة الأدلة عليها، ثم ضرب لذلك مثلًا .. أعقب ذلك بذكر المثل على الوحدانية، بعد إقامة الدليل عليها.

قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما عدد البينات والأدلة على وحدانيته، وأثبت الحشر، وضرب لذلك المثل، وسلى رسوله، ووطن عزيمته على اليأس من إيمانهم؛ لأن الله تعالى قد ختم على قلوبهم، فلا مخلص لهم مما هم فيه، ولا ينقذهم من ذلك، لا هو ولا غيره {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} .. أعقب ذلك بأمره بالاهتمام بنفسه، وعدم المبالاة بامرهم، وإقامة وجهه لهذا الدين غير ملتفت عنه يمنةً ولا يسرةً، فهو فطره الله التي خلق العقول معترفةً بها.

قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ...} الآيات (٢)، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما أرشد إلى التوحيد، وأقام الأدلة عليه، وضرب المثل .. أعقبه بذكر حال للشركين يعرفون بها، وسيما لا ينكرونها،


(١) المراغي.
(٢) المراغي.