للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ملك، فأنزل الله هذه الآية. {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ...} الآية.

وأخرج جويبر مثله عن داود بن أبي هند، عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه.

التفسير وأوجه القراءة

٢٤ - {وَمِنْ آيَاتِه} أي: ومن دلائل قدرته سبحانه وتعالى {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}؛ أي: أن يريكم البرق؛ أي: إراءَته إياكم البرق، أصله: أن يريكم، فلما حذف (أن) لدلالة الكلام عليه سكن الياء، كما في "برهان القرآن" كما في قول طرفة:

ألا أيهذا اللائمي أحضرَ الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

والتقدير: أن أحضر، فلما حذف الحرف في الآية والبيت بطل عمله، ومنه المثل المشهور: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وليس هذا من المواضع التي يحذف منها (أن) قياسًا، أو على إنزال الفعل منزلة المصدر من غير ما يسبكه له، فيكون التقدير في هذين الوجهين: ومن آياته إراءته إياكم البرق، فـ {مِنْ آيَاتِهِ}: مقدم على أنه خبر المبتدأ، وقيل: غير ذلك. والبرق: لمعان السحاب كما سيأتي.

وقوله: {خَوْفًا}: مفعول لأجله، بمعنى الإخافة، كقوله: فعلته رغمًا للشيطان؛ أي: إرغامًا له.

والمعنى (١): يريكم ضوء السحاب، إخافة من الصاعقة، خصوصًا لمن كان في البرية من أبناء السبيل.

{وَطَمَعًا} أي: إطماعًا في الغيث، لا سيما لمن كان مقيمًا. قاله الضحاك.


(١) روح البيان.