للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالمطر لأنها متقدمة.

وعبارة "المراغي" هنا: لما ذكر سبحانه أن الفساد ظهر في البر والبحر، بسبب الشرك والمعاصي .. نبّههم إلى دلائل وحدانيته، بما يُشاهدونه أمامهم، من إرسال الرياح بالأمطار فتحيا به الأرض بعد موتها، وجري الفلك حاملةً لما هم في حاجة إليه، مما فيه غذاؤهم، وعليه مدار حياتهم.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر (١) البراهين الساطعة، الدالة على الوحدانية والبعث والنشور، ولم يرعوِ بها المشركون، بل لجوافي طغيانهم يعمهون .. سلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له أنك لست أول من كُذب، فكثير ممن قبلك جاؤوا أقوامهم بالبينات، فلم تغنهم الآيات والنذر، فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر، ونصرنا رسلنا ومن آمن بهم، فلا تبتئس بما كانوا يعملون، ولنجرين عليك وعلى قومك سنّتنا، ولننتقمن منهم، ولننصرنك عليهم فالعاقبة للمتقين.

قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (٢) سلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما يلاقيه من أذى قومه، ببيان أنه ليس ببدع في الرسل، فكأين من رسول قبله قد كُذب، ثم دالت الدولة على المكذبين، ونصر الله رسوله والمؤمنين .. أعاد الكرة مرة أخرى، فأتبع البرهان بالبرهان، لإثبات الوحدانية، وإمكان البعث والنشور، بما يشاهد من الأدلة في الآفاق، مرشدةً إلى قدرته وعظيم رحمته، ثم بما يرى في الأرض الموات من إحيائها بالمطر، وهو دليل لائح يشاهدونه ولا يغيب عنهم الحين بعد الحين، والفينة بعد الفينة، أفليس فيه حجة لمن اعتبر ومقنع لمن ادكر.

قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر صنوف الأدلة، ثم ضرب المثل على توحيده،


(١) المراغي.
(٢) المراغي.