للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كانت، لإيراده بلفظ النكرة، كذا قيل: كما مر.

{مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} العزم والعزيمة: عقد القلب على إمضاء الأمر، وعزم الأمور: ما لا يشوبه شبهة، ولا يدافعه ريبة.

{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} التصعر: التواء وميل في العنق من خلقة أو داء أو من كبر في الإنسان وفي الإبل، والتصعير: إمالته عن النظر كبرًا كما في "تاج المصادر". ولما كان ذلك لغرض من الأغراض التي لا تدوم .. أشار إلى المقصود به بقوله: {لِلنَّاسِ} بلام العلة؛ أي: لا تفعل ذلك لأجل الإمالة عنهم، وفي "المصباح": الصعر، بفتحتين: ميل في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشدقين، وربما كان الإنسان أصعر خلقةً، أو صعره غيره بشيء يصيبه، وهو مصدر من باب تعب وصعر خده بالتثقيل، وصاعره: أماله عن الناس إعراضًا وتكبرًا. انتهى. وخد الإنسان: ما اكتنف الأنف عن اليمين والشمال، أو ما جاوز مؤخر العينين إلى منتهى الشدق، أو من لدن المحجر إلى اللحى، كما في "القاموس".

{مَرَحًا} المرح: أشد الفرح والخفة الحاصلة من النعمة، كالأشر والبطر.

{مُخْتَالٍ} الاختيالَ والخيلاء: التكبر عن تخيل فضيلة، ومنه لفظ الخيل، كما قيل: إنه لا يركب أحد فرسًا إلا وجد في نفسه نخوةً، فالمختال: المتكبر المتبختر في مشيته.

{فَخُورٍ} من الفخر، والفخر: المباهاة في الأشياء الخارجة عن الإنسان، كالمال والجاه، والفخور: الذي يعدد مناقبه تطاولًا بها، واحتقارًا لمن عدم مثلها.

{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} القصد: ضد الإفراط والتفريط، والمعنى: واعدل في المشي بعد الاجتناب عن المرح، فيه، حتى يكون مشيًا بين مشيين، لا تدب دبيب المتماوتين، ولا تثب وثب الشطار.

{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} يقال: غض صوته وغض بصره: إذا خفض صوته