للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان لا يُرى إلا في مسجدٍ، أو جنازة، أو عيادة مريضٍ، وكان يكره المشي في الأسواق، وكان يقول: أشتهي ما لا يكون؛ أشتهي مكاناً ليس فيه أحد (١).

وقال: ما أبالي ألا يراني أحد ولا أراه، وإن كنت لأشتهي رؤيةَ عبد الوهاب (٢).

وقال: الخلوةُ أَرْوَحُ لقلبي (٣).

وقال: أريد [أن] أنزل بمكة، فألقي نفسي في شِعْب من الشعاب حتى لا أُعرف (٤).

وكان يقال: لم يكن أشبهَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه هدياً وسمتاً من عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وكان أشبهَ النَّاس بهدي عبدِ الله وسمته علقمةُ بن قيس، وكان أشبهَ الناس بعلقمةَ إبراهيمُ النخعي، وكان أشبهَ الناس بإبراهيمَ منصورُ بنُ المعتمر، وكان أشبه الناس بمنصورٍ سفيانُ الثوري، وكان أشبهَ الناس بسفيانَ وكيعُ بنُ الجراح.

قال محمدُ بنُ يونسَ: وكان أشبهَ الناس بوكيعٍ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ - رضوان الله عليهم أجمعين - (٥).

* واعلم أنه لا شُبهةَ عند أئمة الدين بأن الإمام أحمد إمامُ السنة، وأنه أجمعُ الأئمة بل الأمة حديثاً، وقد روت عنه أئمة الأمصار، قديماً وحديثاً.


(١) انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١١/ ٢٢٦).
(٢) رواه ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" (ص: ٢٨٠).
(٣) انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١١/ ٢٢٦).
(٤) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٢٨١).
(٥) انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١١/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>