للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليه أُبي بن كعب فاتحة الكتاب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده! ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها؛ إنها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت" رواه الترمذي، وصححه، والنسائي بمعناه، وغيرهما (١).

قال الحافظ ابن رجب في كتابه "الحجة الواضحة في وجوب الفاتحة" (٢): وسبب ذلك: أن هذه السورة اشتملت على أصول قواعد الإسلام، وأهم مقاصد الدين؛ بما تضمنته من ذكر الحمد لله، والثناء عليه، وتمجيده، وذكر أصول الأسماء الحسنى؛ وهي: الله، والرب، والرحمن، والرحيم، والمالك؛ فإن معاني سائر الأسماء الحسنى ترجع إليها، ومحلى ذكر توحيد الإلهية بالعبادة التي لأجلها خلق الخلق، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب. وتوحيد الربوبية؛ بالتوكل، والاستعانة، والتفويض. وعلى الدعاء الذي لا غنى لأحد عنه طرفة عين، ولا سعادة لأحد في الدارين إلا بحصول مطلوبه منه؛ وهو هداية الصراط المستقيم. وعلى ذكر الجزاء، وإدانة العباد بأعمالهم، وافتراق الخلق، وانقسامهم إلى منعم عليهم، ومغضوب عليهم، وضالين.

وسميت فاتحة الكتاب؛ لأنه يفتتح بها في المصاحف؛ فتكتب قبل الجميع (٣).


(١) رواه الترمذي (٢٨٧٨)، كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في فضل فاتحة الكتاب، وقال حسن صحيح، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٢٠٥)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٥٧).
(٢) ذكر ابن عبد الهادي في "الجوهر المنضد" (ص: ٥٠)، كتاباً لابن رجب في فاتحة الكتاب هو "إعراب أم الكتاب" وقال: لعله كتاب "الفاتحة".
(٣) قال البخاري في "صحيحه" (٤/ ١٦٢٣): سميت أم الكتاب؛ لأنه يبدأ بكتابتها =

<<  <  ج: ص:  >  >>