للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان الظَّفَري -بفتح الفاء- (١). يعني بهذا: أبا عمرو الأنصاري، الذي أعيبت عينه يوم أحد، وردها له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فكانت أحسن عينيه إلى أن مات سنة ثلاث وعشرين، أو أربع وعشرين، وعمره: خمسون سنة (٢).

ونقل عن الإمام الحافظ ابن منده في كتاب "التوحيد" له: أن هذا الرجل: كلثوم بن زهدم (٣)؛ وكذلك فسره ابن طاهر.

واعترضه البرماوي: بأنه لم ير في السرايا من السير المشهورة من المتقدمين والمتأخرين؛ كابن إسحاق، وابن هشام، وابن عبد البر، والحافظ الدمياطي، وابن سيد الناس، والحافظ مغلطاي، وغيرهم، ولا في الكتب الستة، ونحوها من المشهور، سرية لكلثوم بن زهدم.

والسرايا، وإن قال بعض العلماء: إنها لا تنحصر، فيبعد أن يفسر مبعوث في سرية، ويسمى، ولا تُعرف تلك السرية؛ لأنه إنما يستعان على التسمية بالواقعة، بذكر حديث أو طريق يدل عليها. بل، ولا ذكر ابن عبد البر في "استيعابه"، وأبو نعيم، وغيرهما؛ ممن جمع في الصحابة، حتى الذهبي في "تجريده"، الذي جمع فيه فأوعى، أحدًا من الصحابة، يسمى بهذا الاسم، إنما الذي ذكروه: كلثوم بن الهدم، وكلثوم بن الحصين، وكلثوم بن علقمة، وكلثوم بن المصطلق.

قال الذهبي: ولعله الأول، يعني: أن كلثوم بن المطلق؛ هو كلثوم بن علقمة (٤).


(١) انظر: "غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (١/ ٨٤).
(٢) انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٢٧٤)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ٤١٧).
(٣) انظر: "التوحيد" لابن منده (١/ ٦٦).
(٤) انظر: "تجريد أسماء الصحابة" للذهبي (٢/ ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>