كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام

(إحدى صلاتي العَشِي) -بفتح العين المهملة، وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء-: الظهر، أو العصر".

(قال) محمد (بن سيرين: وسماها أبو هريرة) -رضي اللَّه عنه-، (ولكن نسيت أنا).

وفي رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عندهما: صلى بنا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الظهر، أو العصر؛ بالشك (١).

وجزم البخاري عنه، في باب الإمامة: أنها الظهر (٢)؛ وكذا مسلم، في رواية له (٣).

وفي أخرى عند مسلم، الجزمُ من أبي هريرة: بأنها العصر (٤).

والشك الواقع بين الظهر والعصر من أبي هريرة؛ كما تبين من رواية عون، عن محمد بن سيرين، عند النسائي، ولفظه: قال أبو هريرة: صلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إحدى صلاتي العشي، قال أبو هريرة: لكن نسيت (٥).

فبين أبو هريرة أن الشك منه، وكأنه رواه في كثير من الروايات على الشك، وربما غلب على ظنه أنها الظهر، فجزم بها، ومرة، أنها العصر، فجزم بها.

وأما قول ابن سيرين: وسماها أبو هريرة، ولكني نسيت أنا، وفي لفظ

(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١١٦٩)، وعند مسلم برقم (٥٧٣/ ٩٧).
(٢) تقدم تخريجه برقم (٦٨٣).
(٣) تقدم تخريجه برقم (٥٧٣/ ١٠٠).
(٤) تقدم تخريجه برقم (٥٧٣/ ٩٩).
(٥) تقدم تخريجه برقم (١٢٢٤).