للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطيبي: "قوله: مثل أحد": تفسير للمقصود من الكلام، لا للفظ القيراط، والمراد: أنه يرجع بنصيب كبير من الأجر.

وقال الزين بن المنير: أراد تعظيم الثواب، فمثَّله للعيان بأعظم الجباب خلقًا، وأكثرها إلى النفوس المؤمنة حبًا؛ لأنه الذي قال -صلى اللَّه عليه وسلم- في حقه "جبل يحبنا ونحبه" (١).

والقيراط -بكسر القاف-، قال الجوهري: نصف دانق (٢)، والدانق سدس درهم، فعلى هذا يكون القيراط جزءًا من اثني عشر جزءًا من الدرهم.

وقال الإمام ابن عقيل: نصف سدس درهم، أو نصف عشر دينار.

وقال ابن الأثير: هو نصف عشر الدينار في أكثر البلاد، وفي الشام جزء من أربع وعشرين جزءًا (٣).

وقال القاضي أَبو بكر بن العربي: الذرة جزء من ألف وأربعة وعشرين جزءًا من حبة، والحبة ثلث القيراط، والذرة تُخرج من النار، فكيف بالقيراط (٤)؟.

فائدة: قال الإمام ابن القيم في كتابه "البدائع": لم أزل حريصًا على معرفة المراد بالقيراط في هذا الحديث، وإلى أي شيء نسبته، حتى رأيت


(١) رواه البخاري (٢٧٣٢)، كتاب: الجهاد والسير، فضل الخدمة في الغزو، ومسلم (١٣٦٥)، كتاب: الحج، باب: فضل المدينة، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-. وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٣/ ١٩٥).
(٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (٣/ ١١٥١)، (مادة: قرط).
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٤/ ٤٢).
(٤) انظر: "عارضة الأحوذي" لابن العربي المالكي (٤/ ٢٦١ - ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>