للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن أبي مسعود) عقبةَ بنِ عمرٍ و (الأنصاريِّ) النَّجَّاريِّ (- رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نهى عن ثمنِ الكلبِ)، قد اختلف العلماء في بيع الكلب المعلَّم، فمنع صحةَ بيعه مطلقًا الإمامُ أحمد.

قال في "الفروع": لا يصح بيعُ كلبٍ، وخمرٍ (١).

قال في "الإقناع": ولا كلب، ولو مباح الاقتناء، ومن قتله وهو معلَّم، أساء؛ لأنه فعل محرمًا، ولا غُزمَ عليه؛ لأن الكلب لا يملك، ويحرم اقتناؤه، كخنزير، ولو لحفظ البيوت ونحوها، إلا كلبَ ماشية وصيد وحرث إن لم يكن أسود بهيمًا، أو عقورًا- وتقدم (٢)، وكذا منع صحة بيع الكلب مطلقًا الإمامُ الشافعي، وعند أبي حنيفة: يصح بيع المعلم، وعن مالك: كالمذهبين.

وقال الحارثي من علمائنا (٣) عند قول "المقنع": ولا يصح وقف الكلب: والصحيح اختصاصُ النهي عن البيع بما عدا كلبَ الصيد، بدليل


= و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ١١١٨)، و"فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٤٢٦)، و"عمدة القاري" للعيني (١٢/ ٥٦)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٤/ ١١٤)، و"سبل السلام " للصنعاني (٣/ ٧)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٥/ ٢٣٨).
(١) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٤/ ٦).
(٢) انظر: "الإقناع" للحجاوي (٢/ ١٥٨ - ١٥٩).
(٣) هو الحافظ الفقيه المحدث مسعود بن زيد الحارثي أبو محمد البغدادي المصري، المتوفى سنة (٧١١ هـ)، قال ابن رجب: شرح قطعة من كتاب "المقنع" في الفقه من العارية إلى آخر الوصايا. انظر: "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب (٢/ ٣٦٣).
وقد ذكر الشيخ أبو بكر أبو زيد في "المدخل المفصل" (٢/ ٧٢٦): أنه له نسخة خطية بدار الكتب المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>