للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الله، ويوشك أن يبعث إليك مَلَكًا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سَعَةِ قصر إلى ضيق قبرٍ، ثم لا ينجيك إلا عملُك، يا بن هبيرة! لا تعص الله، فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرًا لدين الله وعباده، فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فأجازهم ابنُ هبيرة، وأضعفَ جائزةَ الحسن، فقال ابن سيرين والشعبي: سَفْسَفْنا له، فسفسفَ لنا (١).

ودخل على أمه وفي يدها كراثة تأكلها، فقال لها: يا أُمَّه! ألقي هذه البقلة الخبيثة من يدك، فقالت: يا بني! إنك شيخ قد كبرتَ وخرفت، فقال: يا أُمه! أينا أكبر (٢)؟!.

وأكثرُ كلامه حكمة وبلاغة -رحمه الله، ورضي عنه-.

(قال) أبو سعيد الحسنُ البصري: (حدّثنا جُنْدُب) -بضم الجيم وسكون النون وضم الدال المهملة وفتحها، لغتان- بنُ عبد الله البَجَلِيُّ - رضي الله عنه -، وتقدمت ترجمته في باب: صلاة العيدين (في هذا المسجد)؛ يعني: مسجد البصرة.

قال الحسن -رحمه الله-: (وما نَسينا منه)؛ أي: مما حدّثنا به (حديثًا)؛ لأنه كان من أحفظ الناس، (وما نخشى)؛ أي: ما نخاف (أن يكون) أبو عبد الله (جندب) بن عبد الله البجلي صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، وهو يعلم ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن كذب عليه.

(قال) جندب: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان فيمن)؛ أي: في الناس؛ أي:


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٥/ ٣٧٥ - ٣٧٦)، إلا أن فيه: "رفقنا له، فرفق لنا"ـ
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (٣٥/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>