للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. قلت: فلا أبالي إذًا (١).

ولفظ البخاري: قال عدي: أتيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في أناسٍ من قومي، فجعل يفرض [حتى] (٢) للرجل من طي في ألفين، ويعرض عني، قال: فاستقبلته، فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، فقلت: يا أمير المؤمنين! أتعرفني؟ قال: فضحك، ثم قال: نعم، والله! إني لأعرفك، آمنت إذ كفروا، فذكر نحوه وزاد: وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووجوه أصحابه صدقة طيىء جئت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضتُ لقومٍ أجحفت بهم الفاقة، وهم سادة عشائرهم لما ينوبهم من الحقوق. فقال عدي: فلا أبالي إذن (٣).

(قال) عدي - رضي الله عنه -: (قلت: يا رسول الله! إني أرسل الكلاب


(١) انظر: "المعارف" لابن قتيبة (ص: ٣١٣). والحديث رواه البخاري (٤١٣٣)، كتاب: المغازي، باب: قصة وفد طيىء، وحديث عدي بن حاتم.
(٢) ما بين معكوفين سقط من "ب".
(٣) قلت: ما ساقه الشارح -رحمه الله- في هذا الحديث، وعزوه للبخاري، إنما نقله عن الإمام النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٣٠٢) حيث قال: روينا في "صحيحي البخاري ومسلم"، واللفظ للبخاري، عن عدي بن حاتم، قال .. فذكره، كما نقله الشارح هنا.
ولفظ البخاري الذي ساقه في "صحيحه" هو ما تقدم آنفًا برقم (٤١٣٣)، ورواه مسلم (٢٥٢٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل غفار وأسلم وجهينة، مختصرًا. والحديث بالسياق الذي ذكره النووي -رحمه الله- وعنه نقله الشارح، رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ١٠)، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>