للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام المحقق ابن القيم في "تحفة المودود": إنما كانت هذه الخصال من الفطرة؛ لأن الفطرة هي الحنيفية ملةُ إبراهيم، وهذه الخصال أُمر بها إبراهيمُ، وهي من الكلمات التي ابتلاه ربُّه بهن؛ كما ذكر عبد الرزاق عن ابن عباس في هذه الآية، قال: ابتلاه بالطهارة، الحديث (١).

ثم قال ابن القيم: والفطرة فطرتان: فطرة تتعلق بالقلب، وهي معرفةُ الله ومحبته وإيثاره على ما سواه، وفطرةٌ تتعلق بالجسد وعليه وهي هذه الخصال، فالأولى: تزكي الروح وتطهر القلب، والثانية: تطهر البدن، وكل منهما تمد الأخرى وتقويها، انتهى (٢).

وحاصل هذا كله أن المراد بالفطرة في هذا الحديث: السنة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جِبِلِّيّ فُطِروا عليها.

(خمسٌ)، أو "خمسٌ من الفطرة" بالشك لهما، ولأبي داود، وهو من سفيان بن عُيينة (٣).

ووقع في رواية الإمام أحمد: "خمسٌ من الفطرة"، ولم يشك (٤)، وكذا في رواية معمر عن الزهري عند الترمذي، والنسائي (٥).


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره " (١/ ٥٧)، والطبري في "تفسيره" (١/ ٥٢٤)، والحاكم في "المستدرك" (٣٠٥٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٤٩).
(٢) انظر: "تحفة المودود بأحكام المولود" لابن القيم (ص: ١٦٠ - ١٦١).
(٣) تقدم تخريجها في حديث الباب، برقم (٥٥٥٠) عند البخاري، و (٢٥٧)، (١/ ٢٢١) عند مسلم، و (٤١٩٨) عند أبي داود.
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٢٩).
(٥) تقدم تخريجها في حديث الباب، برقم (٢٧٥٦) عند الترمذي، و (١٠) عند النسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>