للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضمرت غيره، لكان يظهر أن لا ينكر عليه (١).

(وفي لفظ: لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله).

وفي لفظ: "لا تمنعوا النساءَ حظوظَهُنَّ من المساجدِ إذا استأذَنَّكم" (٢).

وفي لفظ: "لا تمنعوا النساءَ من الخروج إلى المساجد بالليل" (٣).

وكأن اختصاص الليل بذلك؛ لكونه أسترَ، ولا يخفى أن محلَّ ذلك إذا أُمِنَتِ المفسدةُ منهنَّ وعليهنَّ.

وفي رواية عند الطبراني: عن بلال، قال: فقلت: أما أنا، فأمنع أهلي، فمن شاء، فليسرحْ أهلَه (٤)، وكأنه قال ذلك لما رأى من فساد بعض النساء في ذلك الوقت، وحمله على ذلك الغيرةُ.

ويؤخذ من إنكار عبد الله - رضي الله عنه - على ولده: تأديبُ المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه.

وتأديب الرجلِ ولدَه، وإن كان كبيرًا إذا تكلم بما لا ينبغي.

وجوازُ التأديبِ بالهجران، فقد وقع في رواية ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عند الإمام أحمد: فما كلَّمه عبدُ الله حتى مات (٥).

وهذا إن كان محفوظًا: يُحتمل أن يكون أحدُهما مات عقب هذه القصة بيسير (٦).


(١) المرجع السابق (٢/ ٣٤٩).
(٢) هو لفظ مسلم، تقدم تخريجه برقم (٤٤٢)، (١/ ٣٢٨) عنده.
(٣) هو لفظ مسلم أيضاً، وقد تقدم برقم (٤٤٢)، (١/ ٣٢٧) عنده.
(٤) تقدم تخريجه عند الطبراني قريبًا في "معجمه الكبير".
(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٦).
(٦) انظر "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>