للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأطعْنا، ويقول في أذان الفجر عند التثويب، وهو: قولُ المؤذن: الصلاةُ خير من النوم: صَدَقْتَ وبَررْتَ (١).

وثمَّ أقوال ووجوه أخر مذكورة في المطولات.

الثاني: يستحب أن يقول في الإقامة مثل ما يقول، لكن يقول عند كلمة الإقامة: أقامها الله وأدامها، زاد في "المستوعب" (٢)، و"التلخيص": ما دامت السموات والأرض (٣).

لما روى أبو داود، عن شهر بن حوشب، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن بلالًا أخذ في الإقامة، فلما أن قال: قد قامت الصلاة،


(١) لم أقف عليه. قال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٣١٠ - ٣١١): حديث: "صدق رسول الله" هو كلام يقوله كثيرون من العامة عقب قول المؤذن في الصبح: الصلاة خير من النوم، وهو صحيح بالنظر لكونه - صلى الله عليه وسلم - أقَرَّ بلالًا على قوله: الصلاة خير من النوم، بل ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا محذورة بقول ذلك، ولذا كان استحبابُ قوله وجهًا، ولكن الراجح قول: صدقت وبررت، لا هذا، انتهى.
قال العجلوني في "كشف الخفاء" (٢/ ٢٨): وقال القاري: "صدق رسول الله" ليس له أصل، وكذا قولهم عند قول المؤذن: الصلاة خير من النوم: "صدقت وبررت، وبالحق نطقت" استحبه الشافعية. قال الدميري: وادَّعى ابن الرفعة أن خبرًا ورد فيه لا يعرف قائله. وقال ابن الملقن في "تخريج أحاديث الرافعي": لم أقف عليه في كتب الحديث. وقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له. وأجاب الشمس الرَّملي عن اعتراض الدميري على ابن الرفعة: بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ. وفيه إشارة إلى اختيار استحبابه، فتأمل؟!. وقال النجم في "صدقت وبررت": لا أصل لذلك في الأثر، قال: وكذلك قول كثير من العوام للمؤذن مطلقًا: صدقت يا ذاكر الله في كل وقت، لا أصل له، فاعرفه.
(٢) انظر: "المستوعب" للسَّامري (٢/ ٦٥).
(٣) انظرت "المبدع" لابن مفلح (١/ ٣٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>