للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأقواله حتى يقوم دليل على الخصوص (١).

(فاستقبَلوها) هو بفتح الباء الموحدة للأكثر (٢)؛ أي: فتحولوا إلى جهة الكعبة، وفاعل استقبلوها المخاطبون بذلك، وهم أهل قباء.

(وكانت وجوهُهم إلى) جهة (الشام، فاستداروا إلى) جهة (الكعبة) المشرفة.

فعلى كون الباء مفتوحة، تكون جملة: فكانت وجوههم ... إلخ: تفسيرًا من الراوي للتحول المذكور، ويحتمل أن يكون فاعل استقبلوها: النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ومَنْ معه، وضمير "وجوههم"، لهم، أو لأهل قباء، على الاحتمالين.

وفي رواية الأصيلي: فاستقبلوها -بكسر الموحدة بصيغة الأمر، ويأتي في ضمير وجوههم الاحتمالان المذكوران، وعوده إلى أهل قُباء أظهر.

ورجَّح هذه الرواية ما في "البخاري" في: التفسير، من حديث سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، في هذا الحديث، بلفظ: وقد أُمِرَ أن يستقبلَ الكعبةَ، ألا فاستقبِلُوها (٣).


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١/ ٥٠٦).
(٢) كما قاله ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢/ ٤٥١). قال النووي في "شرح مسلم" (٥/ ١٠): والكسر أصح وأشهر، وهو الذي يقتضيه تمام الكلام بعده.
قال القاضي عياض في: "مشارق الأنوار" (٢/ ١٧١): رواية عبيد الله، عن يحيى: -بكسر الباء- على الأمر، وكذا رواه الأصيلي في "البخاري"، ورواية ابن وضاح: -بفتحها- على الخبر، وكذا لبقية رواة البخاري، وضبطناه فىِ "مسلم" بالفتح على أبي بحر، وبالكسر على غيره.
(٣) تقدم تخريجه برقم (٤٢٢٠)، وهذه الراوية تؤيد كلام النووي -رحمه الله- الذي سبق ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>