للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العنبس (١)، عن وائل بن حجر، قَالَ: ((سَمِعْتُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فَقَالَ: آمين ومد بِهَا صوته)) (٢).

وَقَدْ أخطأ الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج، في هَذَا الْحَدِيْث فخالف سفيان في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث إِذْ رَوَاهُ عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن وائل، قَالَ: ((صلى بنا رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قرأ: {غَيْر المغضوب عليهم ولا الضالين} قَالَ: آمين وأخفى بِهَا صوته)) (٣).

فَقَدْ خالف شعبة سفيان في سند الْحَدِيْث:

١ - عندما أضاف علقمة.

٢ - أبدل حجر بن عنبس بـ: (حجر أبو العنبس).

٣ - خالفه في الْمَتْن فَقَالَ: ((خفض بِهَا صوته))


(١) هُوَ حجر بن العنبس الحضرمي، أبو العنبس، ويقال: أبو السكن، الكوفي، ادرك الجاهلية، رَوَى عن علي بن أَبِي طالب، ووائل بن حجر قَالَ فيه يحيى بن معين: شيخ كوفي ثقة مشهور، وَقَالَ الْخَطِيْب: كَانَ ثقة احتج بِهِ غَيْر واحد من الأئمة. تهذيب الكمال ٢/ ٦٩، وذكره ابن حبان في الثقات ٦/ ٢٣٤، وَقَالَ الذهبي في الكاشف ١/ ٣١٤ (٩٥٠): ((ثقة)).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٧٩٦٠)، وأحمد ٤/ ٣١٥ و ٣١٧، والدارمي (١٢٥٠)، وأبو داود (٩٣٢)، والترمذي (٢٤٨)، وفي علله الكبير: ٦٨ (٩٨)، والدارقطني ١/ ٣٣٣ و ٣٣٤، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢/ (١١١)، والبيهقي ٢/ ٥٧، والبغوي (٥٨٦).
(٣) رَوَاهُ عن شعبة: سليمان بن حرب، وأبو الوليد الطيالسي عِنْدَ لحاكم ٢/ ٢٣٢، ووكيع بن الجراح عِنْدَ الطبراني في " الكبير " ٢٢/ (١١٢).
واختلف عَلَى شعبة فِيْهِ.
فَقَدْ رَوَاهُ أبو داود الطيالسي (١٠٢٤) - ومن طريقه البيهقي ٢/ ٥٧ - ويزيد بن زريع عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ ١/ ٣٣٤، وأحمد بن جعفر عِنْدَ أحمد ٤/ ٣١٦ ثلاثتهم عن شعبة، عن سلمة، عن حجر، عن علقمة، قَالَ: حدثنا وائل أو عن وائل، بِهِ.
ورواه أبو الوليد الطيالسي عِنْدَ الطبراني في " الكبير " ٢٢/ (١٠٩)، وحجاج بن نصير عِنْدَ الطبراني في "الكبير" ٢٢/ (١١٠) كلاهما عن شعبة، عن سلمة، عن حجر، عن وائل، بِهِ. وَلَمْ يدخلوا فِيْهِ علقمة.
ورواه وهب بن جرير، وعبد الصمد بن عَبْد الوارث عِنْدَ ابن حبان (١٨٠٥) كلاهما عن شعبة، عن سلمة، عن حجر أبي عنبس، عن علقمة، عن وائل، بِهِ. وَلَمْ يذكروا فِيْهِ: ((إنه خفض صوته)).
ورواه أبو الوليد الطيالسي عِنْدَ البيهقي ٢/ ٥٨، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي عنبس، عن وائل، وذكر فِيْهِ: ((أنه قال آمين رافعاً بِهَا صوته)).
فعلى هَذَا يَكُوْن خطأ شعبة في الْمَتْن ظاهرٌ إِذْ إنه رجع إلى الصواب، وهذا معنى كلام البيهقي الَّذِيْ سنذكره بَعْدَ قليل. إن شاء الله.

<<  <   >  >>