للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د. مَعْرِفَة السابق واللاحق من الرُّوَاة (١): وحقيقته مَعْرِفَة من اشترك في الرِّوَايَة عَنْهُ راويان متقدم ومتأخر تباين وقت وفاتيهما تبايناً شديداً فحصل بينهما أمد بعيدٌ، وإن كَانَ المتأخر منهما غَيْر معدود من معاصري الأول وذوي طبقته (٢). ومعرفة هَذَا النوع من علوم الْحَدِيْث لَهُ أهمية كبيرة حَتَّى لا يظن انقطاع ما ليس بمنقطع ولا يجعل الصواب خطأً.

هـ‍. مَعْرِفَة الثقات ودرجاتهم ومراتبهم وضبطهم وأيهم الَّذِيْ يقدم عِنْدَ الاختلاف (٣): وهذا الأمر مهم للغاية ومن خلاله يتم الترجيح بَيْنَ الرُّوَاة.

و. مَعْرِفَة المتشابه من الأسماء وكذا الكنى: وهذا الأمر لَهُ أهمية بالغة في مَعْرِفَة الاختلافات. ومن خلال مَعْرِفَة المتشابه يتنبه الناقد إلى عدم الخلط بَيْنَ الرُّوَاة إِذْ قَدْ تتفق الأسماء ويختلف الشخص وعدم الْمَعْرِفَة والتمييز يؤدي إلى الخلط.

ز. لابد من مَعْرِفَة من اشتهر بالتدليس من الرُّوَاة: وكذلك من يرسل، وكذا من ضعِّف حديثه لآفة صحية أَوْ تَغَيَّرَ أَوْ اختلط (٤).

ثالثا. جمع الأبواب (٥):

لا يمكن للبصير الناقد أن يكشف عن الاختلافات ويقارن بينها إلا بَعْدَ جمع طرق حَدِيْث الباب والموازنة والمقارنة والنظر الثاقب، قَالَ علي بن المديني: ((الباب إذا لَمْ تجمع طرقه لَمْ يتبين خطؤه)) (٦).


=
للجرجاني: ١١٤.
(١) الْحَدِيْث المعلل: ٥٢.
(٢) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: ٢٨٦ طبعة نور الدين، وطبعتنا: ٤٢٤، وانظر في هَذَا النوع من علوم الْحَدِيْث: الإرشاد ٢/ ٦٤٠ - ٦٤٢، والتقريب: ١٧١، وفي طبعتنا: ٢٣٥، واختصار علوم الْحَدِيْث: ٢٠٥، والشذا الفياح ٢/ ٥٧٠ - ٥٧٢، ومحاسن الاصطلاح: ٤٩١، والمقنع ٢/ ٥٤٧ - ٥٤٨، وشرح التبصرة والتذكرة طبعة دار الكتب العلمية ٣/ ١٠١، وفي طبعتنا ٢/ ١٩٣، ونُزهة النظر: ١٦٢ وطبعة عتر: ٦٢، وفتح المغيث ٣/ ١٨٣ - ١٨٦، وتدريب الرَّاوِي ٢/ ٢٦٢ - ٢٦٣،وفتح الباقي ٢/ ٢٣٢، وتوضيح الأفكار ٢/ ٤٨٠ - ٤٨١.
(٣) الْحَدِيْث المعلل: ٥٢.
(٤) الْحَدِيْث المعلل: ٥٣.
(٥) الْحَدِيْث المعلل: ٥٤.
(٦) الجامع لأخلاق ٢/ ٢١٢ (١٦٤١).

<<  <   >  >>