للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو عوانة (١)، وابن حبان (٢)، وأبو الشيخ (٣) من الطريق الَّتِيْ أشار إِلَيْهَا أبو داود، عن أنس بألفاظ مختلفة والمعنى واحد: ((أنه أبصر في يد رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من وَرِق يوماً واحداً، فصنع الناس خواتيمهم من وَرِق. قَالَ فطرح رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم)).

عَلَى أن نسبة الوهم فِيْهِ إلى همام فِيْهِ نظر، وهذا الْحَدِيْث مشتمل عَلَى ما يأتي:

إن توهيم همام في متن الْحَدِيْث وإسناده إنما يتجه فِيْمَا لَوْ صحت دعوى تفرده ومخالفته متناً وإسناداً، ولكننا نجد أن هماماً متابع عَلَيْهِ متناً وإسناداً، فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِم (٤) - ومن طريقه البيهقي (٥) - وأخرجه البغوي (٦) من طريق يحيى بن المتوكل البصري (٧)، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، بِهِ مرفوعاً.

إلا أن البيهقي ضعّف هَذِهِ المتابعة (٨)، ظناً مِنْهُ أن يحيى هَذَا هُوَ: ابن المتوكل، يكنى أبا عقيل، مكثر في الرِّوَايَة عن بُهَيَّة (٩)، وَهُوَ مدني، ويقال: كوفي، ضعفه ابن المديني والنسائي، وَقَالَ ابن معين: ليس بشيء، ووهاه أحمد، وليّنه أبو زرعة (١٠).


(١) في مسنده ٥/ ٤٩٠.
(٢) في صحيحه (٥٥٠١)، وفي طبعة الرسالة (٥٤٩٢)، وَقَالَ فِيْهِ: ((خاتماً من ذهب)).
(٣) عَبْد الله بن مُحَمَّد بن جعفر بن حبان، أبو مُحَمَّد، الإمام المسند الحافظ، محدث أصبهان، ولد سنة (٢٧٤ هـ‍)، ومات سنة (٣٦٩ هـ‍)
سير أعلام النبلاء ١٦/ ٢٧٦، وطبقات الحفاظ: ٣٨٢ (٨٦٤)، وشذرات الذهب ٣/ ٦٩.
والحديث أخرجه في أخلاق النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: ١٣٨.
(٤) في مستدركه ١/ ١٨٧.
(٥) في سننه ١/ ٩٥.
(٦) هُوَ الحافظ المفسر، حسين بن مسعود بن مُحَمَّد بن الفراء البغوي الشَّافِعِيّ، أبو مُحَمَّد، ويلقب محيي السنة، من أشهر مصنفاته: " شرح السنة " و " معالم التنْزيل في التفسير "، توفي سنة (٥١٦ هـ‍).
انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٣٩، والبداية والنهاية ١٢/ ١٧١، وطبقات المفسرين: ٣٨.
والحديث أخرجه في شرح السنة (١٨٩).
(٧) هُوَ أبو بكر يحيى بن المتوكل الباهلي البصري: صدوق يخطئ، من التاسعة، مات بالمصيصة.
التاريخ الكبير ٨/ ٣٠٦، وتهذيب الكمال ٨/ ٨٢ تمييز، والتقريب (٧٦٣٤).
(٨) السنن الكبرى ١/ ٩٥.
(٩) التقييد والإيضاح: ١٠٨.
(١٠) هُوَ الحَافِظ عبيد الله بن عَبْد الكريم بن يزيد بن فرّوخ، ولد سنة (٢٠٠ هـ‍) صاحب " العلل "، إماماً في النقد، وَقَالَ إسحاق بن راهويه: كُلّ حَدِيْث لا يحفظه أبو زرعة فليس لَهُ أصل، توفي سنة (٢٦٠هـ‍)، وَقِيْلَ: (٢٦٤ هـ‍).
طبقات الحنابلة ١/ ١٩١ و ١٩٤، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٦٥ و ٧٨، والعبر ٢/ ٣٤ - ٣٥.
=

<<  <   >  >>