للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة (١)، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "غَزَا نبيٌّ من الأنبياءِ، فقال لقومِهِ: لا يَتْبَعْنِي رجُلٌ قد ملك بُضْعَ امرأةٍ وهو يريد أن يبني بها، ولمَّا يَبْنِ، ولا أحَد (٢) قد بني بُنيانًا، ولم (٣) يرفع سُقُفَهَا، ولا أحد (٤) قد اشترى غنمًا أو خَلِفَاتٍ (٥) وهو مُنتظِرٌ وَلَادَهَا، قال فغزا فأدنى للقرية حين صلاةِ العصْرِ أو قريبًا من ذلك، فقال للشَّمس: أنتِ مأمورةٌ وأنا مأمور، اللهم احبِسْهَا عليَّ شيئًا، فحُبسَتْ عليْهِ حتى فَتَح اللهُ عليه، قال فجمعوا ما غَنِمُوا، فأقبَلَتِ النَّارُ لتأكله فَأبَتْ أن تطعَمَهُ، فقال: فيكم غُلُولٌ فليبايِعنى من كُلِّ قَبيلةٍ رجُلٌ فبايعُوهُ، فَلَصِقَتْ يدُ رجلٍ بيدِهِ، فقال: فيكم الغُلُولُ، فلتُبايِعْني قبيلتُكَ، فبايعَتْهُ قبيلته (٦)، قال: فَلَصق (٧) بيد رجُلينِ أو ثلاثةٍ، فقال: فيكم الغُلُولُ، أنتم غللتُمْ فأخرجوا لَهُ مِثْلَ رأسِ بقرةٍ من ذهبٍ، قال: فوضعُوهُ في المَالِ وهو بالصعيد، فأقبلَتِ النَّارُ فأكلتْهُ، فلم تحِلَّ الغنائِمُ لأحدٍ من قبلِنا، ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجْزنَا فطيَّبَهَا لَنَا".

وعنه (٨) قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فَفَتَحَ اللهُ علينا، فلم نَغْنَم ذهبًا ولا وَرِقًا، غنمنا المتاع والطَّعَامَ والثياب، ثم انطلقنا إلى الوادِي، ومع رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لَهُ وَهَبَهُ لَهُ رجلٌ من جُذَام يُدعى رفاعةَ بن زيدٍ من بني الضُّبيْبِ، فلما نزلنا الوادِي قام عبدُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ، فرُمِيَ بسهمٍ فكان فيه حتفُهُ فقلنا: هنيئًا لَهُ


(١) مسلم: (٣/ ١٣٦٦) (٣٢) كتاب الجهاد والسير (١١) باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة - رقم (٣٢).
(٢) مسلم: (ولا آخر).
(٣) مسلم: (ولما).
(٤) مسلم: (ولا آخر).
(٥) خلفات: هي الحامل من الإِبل.
(٦) (قبيلته): ليست في مسلم.
(٧) مسلم: (فلصقت).
(٨) مسلم: (١/ ١٠٨) (١) كتاب الإيمان (٤٨) باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون - رقم (١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>